شارك نحو 5 آلاف شخص فى مسيرة حاشدة بالعاصمة الأمريكية واشنطن مساء أمس الجمعة، مطالبين بوقف المذابح الإسرائيلية فى قطاع غزة وفتح المعابر ووقف المساعدات المالية والعسكرية التى تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل.
وبدأت المسيرة من أمام السفارة الإسرائيلية، وسلكت بعد ذلك شارع كناتيكت أفينيو الذى يعد من أبرز شوارع واشنطن. وندد المتظاهرون بتواطؤ الإدارة الأمريكية مع المذابح الإسرائيلية وصمت الرئيس الأمريكى المنتخب باراك أوباما.
وردد المتظاهرون شعارات منها "أوقفوا حرب الإبادة ضد الفلسطينيين"، و"حرروا فلسطين"، و"إسرائيل دولة إرهابية"، و"جورج بوش سترى أن فلسطين ستتحرر". كما أعد المنظمون التماسات ليوقع عليها المتظاهرون تطالب بوقف المساعدات الأمريكية الإسرائيلية وعدم الرضوخ للوبى الصهيونى فى الولايات المتحدة.
وقال بريان بيكر منسق "تحالف أنسر"، المنظم الرئيسى للمظاهرات الأمريكية ضد مذابح غزة، حينما ترسل الإدارة 15 مليون دولار يوميا لإسرائيل لقصف الفلسطينيين فإنها تفعل ذلك باسم الأمريكيين. وتساءل: هل تفعل إسرائيل ذلك بموافقة الولايات المتحدة وباتفاق معها؟، وقال "إن واشنطن لا تبخل على إسرائيل بالمال، فى حين تعانى عجزا فى ميزانيتها ولا تجد ما تساعد به الأمريكيين الذين يفقدون وظائفهم، فى حين تستخدم إسرائيل هذه الأموال لإبادة الفلسطينيين حتى أنها أسقطت حتى الآن ما يقرب من 50 ألف قنبلة عليهم فى غزة ، مضيفا أن ما يفعله الإسرائيليون بالفلسطينيين لا يختلف عما فعله النازيون باليهود، وعليه فيجب أن يحاكم قادة إسرائيل مثلما حوكم النازيون فى نورمبرج.
من ناحية أخرى انتقد منذر سليمان، نائب رئيس المجلس الوطنى للعرب الأمريكيين، الصمت المريب
الذى التزمه الرئيس الأمريكى المنتخب باراك أوباما. مؤكدا أن الموقف أثبت أن الديمقراطيين ليسوا أفضل حالا من الجمهوريين. وقال سليمان "من العار أن يظل هذا الرجل صامتا". محذرا من أن هذا الصمت قد قلص حجمه كثيرا كما يعنى رضاه عن وتواطؤه مع سياسة جورج بوش تجاه الفلسطينيين القاضية بمواصلة الحصار والقتل.
وشارك بعض اليهود فى المسيرة ومنهم زول زولكوفيتش، عضو منظمة "يهود ضد الاحتلال" وأحد أعضاء حزب الخضر الأمريكى، وقال إن إسرائيل ترتكب جرائم حرب ينبغى أن تحاسب عليها، وطالب بالضغط على الولايات المتحدة لوقف ما يتعرض له الفلسطينيون من إبادة، وأوضح أنه كيهودى أمريكى يعلن أنه فلسطينى أيضا.
وقال الحاخام دوفيد فيلمان، عضو حركة "ناتورى كارتا"، التى تتخذ القدس مقرا لها، والذى جاء من جنوب أفريقيا للمشاركة فى المظاهرات بشأن غزة، إن اليهود أبرياء مما يفعله الإسرائيليون، وأن فلسطين للفلسطينيين وليس هناك فى التوراة ما يشير إلى أن فلسطين أرض يهودية. مضيفا أن الصهاينة ملعونون وأنهم لا يمتون بصلة لليهود، وأنهم حفنة من السياسيين المحتالين الذين يشوهون الدين اليهودى الذى يحترم ويحب الإسلام والمسلمين.
وأشار فيلمان إلى أن حركة "ناتورى كارتا" تريد تحرر الفلسطينيين كلهم. مضيفا أن عددا من أعضاء حركته يشاركون فى مظاهرات فى نيويورك.
