مراقبون صوماليون: القراصنة استغلوا أحداث غزة لتكثيف نشاطهم

السبت، 03 يناير 2009 07:57 م
مراقبون صوماليون: القراصنة استغلوا أحداث غزة لتكثيف نشاطهم مراقبون: انحسار خطر القراصنة بعد استقرار الصومال
كتب محمد ثروت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"مصائب قوم عند قوم فوائد" .. فقد تسببت أحداث غزة فى انشغال العالم عن أنشطة القراصنة الصوماليين، الذين لم تردعهم أساطيل الاتحاد الأوروبى عن اختطاف السفن وطلب الفدية التى تصل إلى ملايين الدولارات، كل حسب ما تحمله السفن من غنائم، كالبترول أو البضائع التجارية الثمينة.

أكد عدد من المراقبين الصوماليين، أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة صرفت أنظار العالم عن ملاحقة ظاهرة القرصنة فى خليج عدن والمحيط الهندى، والتى أصبحت كنزاً ثميناً لرجال سلاح البحرية الصومالية السابقين وبعض شباب العشائر بعد 18 عاماً من غياب الحكومة المركزية فى البلاد.

مسئولية العالم كله
الباحث الصومالى الدكتور محمد إبراهيم الخبير فى الشئون الأفريقية بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة، قال إن حادث اختطاف السفينة المصرية مؤخراً، جاء بعد نحو ثلاثة أسابيع من بدء عمليات الاتحاد الأوروبى فى سواحل البحر الأحمر للقضاء على القرصنة، وتقديم بعض المشتبه بهم للمحاكم الكينية، مشيراً إلى أن تلك العملية جاءت فى وقت ينشغل فيه العالم بأحداث غزة.

وأضاف إبراهيم أن العالم كله يتحمل مسئولية القرصنة على السواحل الصومالية، بسبب التدخلات الأجنبية فى البلاد، خاصة من دول الجوار، وعدم سعى المجتمع الدولى لخروج الصومال من أزمته، بعد سقوط نظام الجنرال محمد سياد برى فى السادس والعشرين من يناير عام 1991 وغياب الجيش والشرطة والبحرية التى كانت رادعاً مهماً للقراصنة.

من جانبه أكد الباحث الصومالى الدكتور عبده يوسف بجامعة مقديشيو، أن القراصنة يستخدمون الأساليب الحديثة، وليسوا مجرد ميليشيات تقليدية تضع علامة القرصنة على أعينهم كما يشاع عنهم، فهم يستخدمون فى اتصالاتهم أجهزة الثريا والأجهزة اللاسلكية، بالإضافة إلى "جوجل إيرث" فى البحث وجلب المعلومات، وعندهم شبكات إنترنت وأجهزة حديثة لكشف النقود المزيفة.

وأوضح يوسف أن الشريحة العمرية للقراصنة تتراوح بين الخامسة والعشرين والأربعين، وجميعهم من الذكور، أى من الشباب الذين يبحثون عن الثراء الوفير، وتساعدهم بعض عناصر من البحرية الصومالية المنحلة فى جمع المعلومات والتخطيط لجر السفن نحو فخ القراصنة، وطلب الفدية من الدول التى تمتلك السفن أو يكون رعاياها من البحارة، وأشار يوسف إلى أن عائدات القرصنة تنفق ببذخ فى شراء المنازل الفخمة والسيارات الفارهة والمطاعم والمكاتب والشركات، فى ظل غياب أى رقابة على تحويل الأموال.

الحل الوحيد
الكاتب الصومالى المعروف عابى فارح عثمان، يرى أن الحل الوحيد لمشكلة القراصنة تكمن فى عودة الاستقرار إلى البلاد، والسيطرة على الأوضاع الأمنية المنفلتة، وهو أمر يبدو وشيكاً فى ظل العمل على تشكيل حكومة مصالحة وطنية سواء برئاسة شيخ شريف أحمد أو نور حسن حسين، من أجل عودة الصومال الموحد إلى ما كان عليه قبل أن تأكله الحروب الأهلية، ويشوه صورته القراصنة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة