كانت الساعات الأخيرة قبيل الاجتياح الإسرائيلى لقطاع غزة ساخنة بالفعل، حيث عاشت إسرائيل مظاهرات حاشدة من قبل العرب وبعض من اليساريين الرافضة للعدوان على غزة فى الوقت الذى خرجت فيه الأحزاب اليمينية بكافة توجهاتها بجانب بعض من القوى اليسارية الأخرى فى مظاهرات مضادة لدعم هذه العملية، بل والمطالبة بضرورة القيام بعملية برية فى إسرائيل.
وبعد انتهاء يوم السبت المقدس لدى اليهود كان للمجلس الأمنى المصغر اجتماع ساخن، حيث قرر الإعلان عن العملية البرية علانية بعد أن كان المجلس قد أقرها مساء الجمعة الماضية، محدداً أهداف العملية فى محورين أساسيين، الأول وهو تقويض البنى التحتية لحماس فى القطاع، والثانى هو السيطرة على المناطق التى تطلق منها الصواريخ وسمح المجلس لسلطات جيش الدفاع باستدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط حسب احتياجات قيادة الجيش.
وكشف التلفزيون الإسرائيلى، أن الجيش الإسرائيلى سيعمل على تقطيع قطاع غزة إلى ثلاثة أجزاء، بحيث يمكن السيطرة عليه بشكل جيد وحصر المناطق التى تنطلق منها الصواريخ الفلسطينية صوب البلدات والمواقع الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة.
اللافت هو ما كشفته صحيفة هاآرتس قبيل العدوان، حيث قالت إن دول عربية وصفت بـ"المعتدلة" أبلغت تل أبيب رسالة واضحة ادخلوا إلى قطاع غزة، إذا كنتم ملزمين بذلك، ولكن لا تتجرأوا على الفشل، وقالت هذه الدول لإسرائيل، إن حماس هى آخر فرع إيرانى فى المنطقة ووجوده به خطر على الجميع. ووصفت الصحيفة هذه الدول بالمؤثرة فى المنطقة، والتى تحظى بثقل كبير على الصعيدين السياسى والعسكرى العربى.
اللافت أن العديد من اليساريين وممن كانوا يزعمون أنهم نشطاء للسلام فى إسرائيل، كانوا مؤيدين لهذه العملية، بجانب أن العرب الدروز ومعهم البدو كانوا فى مقدمة العسكريين الإسرائيليين فى هذه العملية، التى يبدو أنها حققت إجماعاً إسرائيلياً، كان العديد من الساسة والقادة الإسرائيليين فى حاجة له فى ظل تعقد الأوضاع السياسية فى البلاد.
القرار بالاجتياح اتخذ من الجمعة
الساعات الأخيرة قبيل الاجتياح البرى لغزة
السبت، 03 يناير 2009 10:06 م