فى أكبر تظاهرة عرفها فلسطينيو الداخل، شارك أكثر من مائة وخمسين ألف متظاهر من الجليل والمثلث والنقب، فى المظاهرة التى نظمتها لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، للتنديد بالعدوان على قطاع غزة، للتضامن مع الأهل الذين يتعرضون لحرب عدوانية بشعة. وقد انطلقت المسيرة الحاشدة من مسجد النور شرقى المدينة باتجاه النصب التذكارى للشهداء فى وسط المدينة، حيث ألقيت كلمات تندد بالعدوان على قطاع غزة وتعبر عن التضامن مع أهلنا هناك.
ونظمت المظاهرة التى شاركت فيها كافة القوى السياسية الفاعلة داخل الخط الأخضر، تحت شعار "شعبٌ واحد، ألمٌ واحد"، وشارك بها النواب العرب وقادة الأحزاب والحركات السياسية، ووفود من كافة القرى والمدن العربية والمدن الساحلية، وبدأت بالوقوف دقيقة حداداً على أرواح شهداء الجرائم الإسرائيلية فى غزة وعلى أرواح كافة شهداء شعبنا.
ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ولافتات تعبر عن رفض العدوان والتضامن مع غزة، وأطلقوا هتافات تدعو لصمود أهالى قطاع غزة وتندد بالحرب العدوانية، كـ"غزة هاشم ما بتركع للطيارة والمدفع"، و"الإرهابى مين يا حكومة السفاحين"، و"فليسقط الاحتلال وكل الحكام الأنذال"، و"صاحت غزة يا عرب وين النخوة والغضب".
وفى خطوة استفزازية، نشرت الشرطة الإسرائيلية آلاف رجال الشرطة وأفراد الوحدات الخاصة فى مدينة سخنين، ونصبت عدداً من الحواجز على الطرقات المؤدية للمدينة، وكثفت انتشارها فى الطرق والمفارق المؤدية إلى المدينة. وشهدت المنطقة اكتظاظات مرورية غير مسبوقة، وخاصة مع انتهاء المظاهرة وعودة المشاركين إلى قراهم ومدنهم.
وقال رئيس كتلة التجمع الوطنى الديمقراطى، النائب د.جمال زحالقة، الذى شارك فى المسيرة، إن أيدى قيادة "كاديما" وحزب "العمل" ملطخة بدماء شعبنا، وقد أثبتت التجربة أن اليسار الصهيونى أكثر وحشية وميلاً إلى شنّ الحروب العدوانية".
وأضاف زحالقة، لقد بدأنا بخطوات عملية من أجل تقديم القيادات الإسرائيلية إلى المحاكمة الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب، والتهمة ثابتة عليها كما يرى العالم من قتل الأطفال والنساء والشيوخ وتدمير البنى التحتية وزج شعب بأكمله فى سجن. ودعا النائب جمال زحالقة، الأحزاب العربية لاتخاذ نفس الموقف، مما سيؤدى إلى قلب المعادلات السياسية فى إسرائيل، وتشكيل ضغط حقيقى على الائتلاف الحكومى، الذى شنّ حربًا على غزة.
وكانت كافة القوى السياسية أصدرت بيانات تدعو للمشاركة فى التظاهرة والحشد لها، وأكد التجمع الوطنى الديمقراطى فى بيانه على، أنه رغم عدم تحديد أهداف عسكرية واضحة للحملة، إلا أن المخطط الإسرائيلى واضح، وهو تصفية المقاومة، لكن ذلك لن يمر، ولن تستطيع إسرائيل تمرير أى مخطط سياسى لا يستند على الإجماع الوطنى الفلسطينى، وأضاف أن حملة الاعتقالات البوليسية والتعسفية واستدعاء المواطنين للتحقيق لدى الـ"شاباك" لن تردع جماهيرنا عن القيام بواجبها للوقوف إلى جانب الأهل فى غزة، الذين يتعرضون لأبشع وأفظع أشكال القتل والدمار التى تمارسها إسرائيل، كما أن من حق جماهيرنا أن تعبر عن غضبها ضد الجرائم الإسرائيلية وعن استيائها العميق من الموقف المشين للسلطة الوطنية الفلسطينية والتواطؤ العربى الرسمى.
فى المقابل طالب رئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان، التعامل بشدة مع فلسطينيى داخل الخط الأخضر، والمعروفين بعرب الـ48، واشتراط مواطنتهم بالولاء لإسرائيل. فيما أعلنت حركة "ميرتس" الصهيونية أنها ترى الحرب على قطاع غزة مبررة. وأشار إلى تقلص المسافات بين اليمين واليسار الإسرائيلى، وتراجع هوامش المناورة.
وطالب ليبرمان عقب المسيرة الحاشدة التى نظمت فى مدينة سخنين بعد ظهر اليوم السبت، بقيادة حزب التجمع العربى ضد العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، التعامل بشدة مع فلسطينيى الداخل "غير الموالين لإسرائيل"، وقال كما ذكر البيان الصادر عن الحزب، كما تعرف إسرائيل تماماً أنه لا يمكن وقف الحملة فى غزة حتى تدمير قوة حماس، يجب العمل بنفس الطريقة ضد أولائك من عرب إسرائيل غير المولين للدولة"، وتابع قائلاً "إن المظاهرة فى سخنين، والتى شارك فيها عشرات الآلاف، تثبت مرة أخرى أن ولاءهم هو لحماس ولمن يسعون لإبادة الدولة، يجب تغيير الاتجاه حالاً ومقابل المواطنة الكاملة يجب مطالبة كل مواطن بالولاء التام".
من جهة أخرى أعلنت حركة "ميرتس" التى تدعى أنها اليسار الإسرائيلى أنها لن تشارك فى التظاهرة التى تنظم فى تل أبيب مساء اليوم السبت، ضد الحرب على غزة، وأوضحت فى بيان أن الحركة ترى أن الحملة العسكرية مبررة، إلى جانب دعوتها لوقف إطلاق النار وموقفها المعارض للاجتياح البري.
ليبرمان يطالب بالتعامل بشدة مع فلسطينيى الداخل "غير الموالين لإسرائيل"
150 ألف عربى فى إسرائيل ينددون بمجزرة غزة
السبت، 03 يناير 2009 10:59 م
عرب إسرائيل ينددون بالتواطؤ العربى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة