لم تكن وفاة الصباحى مؤسس حزب الأمة، فاجعة بقدر ما كانت فرصة لزيادة رقعة الصراع داخل حزب الأمة، وإتاحة الفرصة أمام المتنازعين لنزع العباءات السوداء والتصريح بحق كل منهم علنا فى رئاسة الحزب، فبعد أن انحصر عددهم بين ثلاثة وهم: سامى حجازى وأحمد الصباحى وخالد العطفى، وصل الآن عددهم إلى أكثر من ستة، متبادلين الطعون على رئاسة بعضهم.
خالد العطفى، أحد المتنازعين على رئاسة الحزب أكد أنه الأحق برئاسة "الأمة"، لأن القرار الذى أصدر الصباحى، بتنحيته عن منصبه وتعيين سامى حجازى لرئاسته باطلة، وفقاً للوائح وقوانين الحزب. واستشهد العطفى بحكم محكمة القضاء الإدارى فى 13 -1 -2009، برفض الدعوة المرفوعة من الصباحى لصالح حجازى والتى أقامها الصباحى ضد القرار السلبى للجنة شئون الأحزاب بعدم الاعتداد بحجازى رئيسا للحزب.
ولكن الكارثة هو ما فعله حجازى عند ذهب فى نفس يوم وفاة الصباحى، حيث قدم طعناً على القرار بالإشارة إلى استمرار الصباحى على قيد الحياة، بجانب زعمه بعد وفاته بأنه توفى فى منزله رغم أنه توفى فى الفندق الخاص به "شهرزاد"، قبل أن يصدر قرار بإغلاقه، والذى أكدت التحقيقات أنه يمارس بداخله أعمالا مخالفة للآداب، وهذا ما يشير إلى التلاعب الذى يقوم به حجازى للوصول إلى الكرسي.
على جانب آخر أكد خالد، أنه بعد أن أصدر الصباحى قرار تنحية، دعى هو إلى اجتماع مكتب تنفيذى، والذى ناقش ضرورة انعقاد مؤتمر عام يتم من خلاله اختيار رئيس، وكان من المشاركين فى المؤتمر محمود أحمد الصباحى والقيادات الفعلية للحزب، وأمناء المحافظات، حيث قام خالد بترشيح نفسه، ورغم فتح باب الترشيح لم يقم محمود بترشيح نفسه، وفى يوم 29-6-2009، والذى تقرر فيه اختيار العطفى رئيسا للحزب، بجانب اختيار أحمد الصباحى زعيم الحزب والأب الروحى.
وأرجع العطفى انعقاد المؤتمر العام واختيار رئيس طبقا للائحة، وإنقاذ الحزب من السقوط فى أيدى العابثين والقيادات الدينية غير الشرعية أو سطو عناصر مع منظمات مشبوه وتتصل بسفرات "أجنبية"، كما حدث مع حجازى عندما ذهب هو والسفير الإسرائيلى إلى قرية مرجانه بالقليوبية، وهو ما دفع أهالى المحافظة برجم حجازى.
وتعجب العطفى من موقف عبد الحكيم عبد البادى الأمين العام الأسبق والمفصول منذ أكثر من 15 عاما، بعد إعلانه استلام قرار رئاسى بتوليه منصب رئيس الحزب، رغم أنه غير قانونى، بجانب ذلك قيام نبيل الليثى أمين التنظيم الأسبق والذى رحل من منصبه منذ خمس سنوات إلى أنه خطى نفس النهج الذى قام به عبد البادى، ولكن المعروف هو عدم تولى أمين التنظيم محل رئيس الحزب إلا بانعقاد مؤتمر عام.
سامى حجازى الذى جلس أمس، الأربعاء، مع لجنة السياسات بالحزب، اتفقوا على أن يعملوا خلال الفترة القادمة لمصلحة الحزب وتهدئة الصراعات، قائلا "كل من يريد أن يرمى الاتهامات فليرمها، لأنها ليست التى ستحدد الرئيس النهائى لرئاسة الحزب إنما الحكم القانونى، وأنه قد تم تقديم استشكال لدى المحكمة مستعجل، لكن المحكمة رأت أنه لا ضرورة فى السرعة".
وبسؤاله إذا كان يعتبر نفسه حاليا رئيسا للحزب ويتحرك على أساسه، قال "أنا النائب الأول لرئيس الحزب وأحد المتنازعين، حتى أن الصباحى قبل وفاته يعتبر أحد المتنازعين وليس رئيسا للحزب حتى يصدر حكم القضاء"،
أما فيما يخص المتنازعين الآخرين قال حجازى، إنهم ليس لهم علاقة بالحزب من قريب أو بعيد وكلها أسماء "مزقوقة" على حد قوله، فخالد العطفى لا أحد يعرف عنه شيئا، ومحمود الصباحى مفصول من الحزب منذ عامين، ونبيل لا أحد يراه فى الحزب منذ 7 سنوات وأكثر.
محمود الصباحى، أحد المتنازعين على الحزب وابن مؤسس ورئيس الحزب، أكد أن سامى حجازى مفصول من الحزب فى 30 إبريل2004 بقرار من الهيئة التنفيذية والمكتب السياسى، ولم يصدر حتى الآن قرار بعودته للحزب، وأن المكتب السياسى الذى يدعى أنه جلس معهم أمس، هم أطراف وهمية ليس لها علاقة بالحزب، وأن ما يقوم به هو محاولات لجعل من نفسه صورة البطل الذى يحافظ على الحزب ليجذب الناس إليه لكنه لن يفلح.
وأكد الصباحى لليوم السابع، أنه بصفته ابنا لرئيس الحزب سيدعو مؤسسى الحزب لدرس الموقف القانونى للحزب خلال الفتر القادمة. ورفض الصباحى عقد مؤتمرات بحزب الأمة فى فندق كليوباترا أو شهرزاد التابعين لسامى حجازى، قائلا "عار على رؤساء الأحزاب الدخول فى تلك الأماكن المشبوهة فى مؤتمرات يدعى لها، وأنا كشخصية عامة أرفض تماما الذهاب لتلك الأماكن أو إقحام اسم حزب الأمة فى تلك الاجتماعات، واسألوا وزير السياحة لماذا أغلقوا فندق شهرزاد"
لمعلوماتك..
◄ 1983 تم تأسيس حزب الأمة
بعد رحيل الصباحى...
صراعات الزعامة تشتعل داخل حزب الأمة
الخميس، 29 يناير 2009 05:28 م
الصباحى رحل وترك الخلافات لقيادات حزب الأمة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة