سانت بطرسبرج.. نافذة روسيا على أوروبا

الخميس، 29 يناير 2009 12:05 ص
سانت بطرسبرج.. نافذة روسيا على أوروبا سان بطرسبرج، لينينجراد، بيتروجراد.. أسماء عدة لمدينة الفن والجمال والأناقة
(إعداد خاص عن مجموعة مواقع)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت مدينة سان بطرسبرج تعرف باسم بيتروجراد فى الفترة (1914-1924) وباسم لينينجراد فى الفترة (1924-1991)، ثم عادت لاسمها الأصلى بعد 1991 وحتى الآن. وتعتبر ثانى أكبر مدن روسيا، ورابع أكبر مدن أوروبا. وهى مركز ثقافى أوروبى هام، مساحتها 606 كم2، وعدد سكانها 4.6 مليون نسمة (2002).

تقع سان بطرسبرج فى شمال غرب روسيا، حين يتلاقى نهر نيفا مع خليج فنلندا على بحر البلطيق، وكأن سان بطرسبرج نافذة على أوروبا كما أرادها مؤسسها القيصر بطرس الأول فى 27 مايو 1703 وكانت عاصمة البلاد فى أثناء قيام الإمبراطورية الروسية حتى 1918.



وبدأت المدينة من قلعة بطرسبرج والتى يطلق عليها حاليا اسم بتروبافلوفسك، نسبة إلى كاتدرائية فيها تحمل نفس الاسم. وبُدئ بناء المدينة حول هذه القلعة. كان حصار لينينجراد من أكثر السنوات قسوة فى تاريخ المدينة وهى مرحلة الحرب ضد ألمانيا النازية. وقد دارت الحرب من أجل السيطرة على المدينة منذ يونيو 1941 وحتى عام 1944.

شارع نيفسكي



هو أشهر شوارع سانت بطرسبرج واتخذ اسمه من اسم أحد أبطال روسيا القديمة الذى قاوم المغول فى القرن الثالث عشر. ووصف الكاتب الروسى الشهير جوجول شارع نيفسكى بشبكة الاتصالات العمومية لمدينة سان بطرسبرج، وهو وصفٌ استوحاه من شكل الشارع، فبالرغم من التنوع فى التصاميم المعمارية للمبانى على طرفيه، إلا أنها تخضع جميعها لمبدأ واحد هو وحدة الارتفاع.

وتتخلل هذا الشارع ثلاثة أنهار أو قنوات كما يسميها الروس، كما يقع فيه واحد من أشهر جسور سان بطرسبرج التى يصل عددها لأكثر من 300 جسر. كما يشتهر بالتماثيل التى نصبت على أطرافه الأربع والتى قد تبدو متماثلة للحظة، إلا أنها تسجل فى الحقيقة مراحل ترويض فرس جامحة من أول لحظات العنفوان وحتى الوصول للوداعة.

قصر بيترهوف قمة الإبداع الفنى المعماري



وبيترهوف هى كلمة هولندية تعنى: قصر بطرس، ويعتبر قصر بيترهوف ومجموعة الحدائق المحيطة به من أكثر المجموعات الهندسية جمالا وفخامة وروعة، ليس فى روسيا فقط بل وفى أوروبا. حيث تتميز حدائق القصر بنافورات المياه التى يبلغ عددها 170 نافورة والبِرك المائية المزينة بتماثيل مطلية بالذهب كسائر الروائع الروسية.



تم ترميم كل هذه التماثيل بعد الحرب العالمية الثانية
ومن يرى جمال المِنطقة اليوم لا يكادُ يصدقُ بأن هذه التماثيلَ كانت مدمرة تماما فى فترة الحرب العالمية الثانية التى لم ترحم إنسانا أو بناءً، حيث تعرضت المعالم التاريخية والثقافية للتدمير خلال ثلاث سنوات عاشتها مدينة سان بطرسبرج تحت نِيران الاحتلال.

وتبقى هذه المِنطقة التى احتلت مكانة خاصة فى قلوب سكان العاصمة الشمالية مكانا مفضلا للاحتفال بالمناسبات وقضاء وقت الفراغ فى الهواء الطلق. وهذه الصور تعبر عن بعض مظاهر الإبداع والذوق الفنى الرفيع فى قصر بيترهوف:




متحف الإرميتاج



يعد هذا المتحف واحدا من أكبر المتاحف فى العالم ، مع 3 ملايين تحفة فنية (لا تعرض مرة واحدة) وأحد أقدم المتاحف والمعارض الفنية والبشرية والتاريخ والثقافة فى العالم. الفروع الدولية لمتحف الإرميتاج تقع فى أمستردام، لندن، ولاس فيجاس وفيرارا (إيطاليا). ويدخل متحف الإرميتاج فى سجل جينيس لأكبر مجموعة من اللوحات فى العالم.

النقاط القوية فى متحف الإرميتاج جمع الفن الغربى وتشمل أعمال مايكل أنجلو، ليوناردو دافينشي، وروبنس، فان دايك، رامبرانت، بوسان، جيوفانى انطونيو كانال، مونيه، رينوار، سيزان، فان جوخ، جوجان، بيكاسو، ماتيس. وهناك العديد من أكثر المجموعات، بما فى الإمبراطورية الروسية من ملابس فخمة، ومجموعة متنوعة من مجوهرات فابرجيه Fabergé، وأكبر مجموعة من مجموعات الذهب القديمة من شرق أوروبا وغرب آسيا.

ولادة متحف الإرميتاج
تعود ولادة متحف الإرميتاج فى سان بطرسبرج إلى النصف الثانى من القرن الثامن عشر، وهو عهد ازدهار الإمبراطورية الروسية وزمن القيصرة الشهيرة كاترين الثانية. ففى 1764 تم شراء أكثر من 225 لوحة، يعود معظمها إلى المدرسة الفلاماندرية والهولندية. وكان القياصرة يوفدون السفراء الروس فى العواصم الأجنبية للحصول على أفضل المجموعات المعروضة للبيع، وكانت الحكومة البريطانية فى وضع يمكنها من شراء مجموعات خاصة عالية المستوى فى أواخر القرن الثامن عشر، ولكن لم تعمل عليه. والمجموعة الفنية الأساسية به هى مجموعة السير روبرت والبول، الذى دعا اللورد جون وايلكس، إلى أن يبنى معرضاً فنياً واسعاً فى حديقة المتحف البريطانى لاستقبال هذا الكنز "الذى لا يقدر بثمن". لكن لم تكترث الحكومة البريطانية بالنداء الذى وجهه وايلكس.

وبعد مرور 20 سنة على هذا الحدث، كانت مجموعة السير روبرت والبول فى مجملها قد اشترتها كاترين العظمى ووضعتها فى متحف الإرميتاج: تشمل المجموعة أعمالا لليوناردو دافينشي، فان أيك، ورافاييل وتم شراؤها فى إيطاليا، وتشمل كذلك مجموعة الإرميتاج بعضاً من أعمال رامبرانت، كانت تعتبر أكبر مجموعة فى العالم.

التوسع فى القرن العشرين
أعلن الإرميتاج الإمبراطورى ملكا للدولة السوفييتية بعد ثورة عام 1917، فضم الإرميتاج مجموعات المتاحف، التى كانت منتشرة فى ضواحى بطرسبرج والمجموعات الخاصة التى جرى الاستيلاء عليها وتأميمها، فتضاعف مخزون المتحف. وخلال العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين وفى ظل حكم ستالين، أمرت الحكومة ببيع أكثر من ألفى تحفة فنية، بما فى ذلك بعض من أثمن المجموعات وشملت بعض التحف التى لا تقدر بثمن. أما فى السنوات الأخيرة، امتد الإرميتاج إلى المبانى المجاورة لهيئة الأركان العامة، وأطلق عدة مشاريع طموحة فى الخارج. ومعلوم أن الفروع الدولية لمتحف الإرميتاج تقع فى أمستردام ولندن ولاس فيجاس وفيرارا بإيطاليا، وقد أغلق متحف الإرميتاج فى لندن بشكل دائم فى نوفمبر 2007.

المقاهى الثقافية فى مدينة بطرسبرج



تتميز مدينة بطرسبرج بأجوائها الثقافية النشطة دائما وبغزارة ما تحتويه من نشاطات فنية، بالإضافة إلى ما تتمتع به من طابع تاريخى وما يحيط بها من جمال طبيعي. ولا تقتصُر أمكنةُ الثقافة فيها على المسارح أو المتاحف أو دور السينما فحسب، وإنما تشمل أيضا بعض المقاهى التى تشكل رافدا يصب فى نهر الثقافة فى تلك المدينة التى تعتبر العاصمة الشمالية لروسيا.

وتروى قصة طريفة تحكى عن افتتاح مقهى ثقافى فى تلك المدينة. ففى بداية افتتاحه كان المكان عبارة عن قبو لإحدى البنايات اختير له اسم غريب هو "مقهى الكلاب الضالة". ولم يكد يمر وقت وجيز على افتتاح هذا المقهى الفريد، حتى بدأ أهل الفن والأدب يتوافدون عليه، متخذين إياه حانة للسمر وإلقاء ما استجد لديهم من قصص وأشعار. لكن لم يستمر قبو الفن هذا بعد افتتاحه سوى ثلاث سنوات ونصف، إذ تم إغلاقه بإيعاز من السلطة القيصرية، وذهبت سدى كل المحاولات لإعادة فتحه. وهكذا حتى جاء عام 2000، لتبعث فيه الحياة من جديد.

كاتدرائية "ايساكيفسكي"



تُعد كاتدرائية إيساكيفسكى ثالث أكبر كنيسة مسيحية فى العالم، ويمكن أداء الصلاة فيها فى آن واحد لـ 12 ألف مصل. وبعد الثورة البلشفية أقيم بها متحف حكومي، ويزور هذه الكاتدرائية كل عام ما يقارب مليون و700 ألف سائح.

يبلغ ارتفاع قبة كاتدرائية إيساكيفسكى أكثر من 100 متر عن سطح الأرض. وقد استخدم فى بناءها الذى انتهى عام 1858 الرخام والجرانيت والبلاط و400 كيلوجراما من الذهب الخالص وزعت بين الواجهة الداخلية والخارجية. عموما، كاتدرائية إيساكيفسكى لا تشبه الكنائس الأرثوذكسية الروسية التقليدية، وهى بتصميمها وإيقوناتها أقرب للكنائس الغربية. وتعد الكاتدرائية إحدى أهم معالم هذه المدينة الساحرة.

الرحلات النهرية فى سانت بطرسبرج



لا شىء أمتع من جولة نهرية فى مدينة سان بطرسبرج, فعلى ضفاف أنهار فانتانكا ومويكا، مروراً بجريبايدوف، حتى نهر النيفا، شواهد على عراقة مدينة قيد لها أن تغير اسمها وقناعاتها ولو لحين إثر قذيفة أطلقت من طراد يدعى "أفرورا", من على هذا الطراد أطلقت إشارة اقتحام القصر القيصرى الشتوى فى ثورة أكتوبر عام 1917 منذ ذلك الوقت وأفرورا يقف هنا كتحفة حربية روسية لعبت دوراً هاما فى تاريخ الأمة الروسية.

الفن الراقى الرفيع ومسرح المارينسكي



لا شيء يمكن أن تفخر بسرده لأصدقائك ولاحقا لأحفادك أكثر من تجربة حضور عرض فى مسرح المارينسكى بمدينة سانت بطرسبرج الذى يغدو بمجرد أن تدخله مركبة الخيال يحملك فى رحلة عبر حكايات منتوعة من الفانتازيا. لقد قدر للمارينسكى منذ أول عرض أقيم فيه فى يوم 2 أكتوبر عام 1860 وحتى يومنا هذا أن يكون إمبراطورى الطابع، ولهذا فبعد انتهاء العرض المسرحى، يمكن للمشاهد أن يمتع عيونه بجمال المعمار فى المبنى وزخارفه.

الليالى البيضاء فى سانت بطرسبرج



مدينة سانت بطرسبرج فى فصل الصيف تجعلك تدع النوم جانباً، ليس لأن المدينة أصلا لا تنام، بل لأن النوم ذاته سيجافيك لاحقا إن لم تشهد لياليها البيضاء وتحتفل بموسم جديد من التواصل بين النهر والبحر حين تنفتح الجسور لتفرج عن مراكب نامت فى أحضان المدينة شتاء. ومن أصل 300 جسر تعتلى أنهر وقنوات المدينة، يوجد 13جسرا فقط على النهر الرئيسى النيفا والذى يصب فى الخليج الفنلندي. وفى أوقات محددة من ساعات الصباح الأولى تنفتح هذه الجسور فتقسم المدينة إلى شطرين. تريث قليلا وتأمل سحر اللحظة وتلذذ بتذوق روحك فيك ... وتنفس نفسا عميقا.

إعادة بناء قلعة بيترو بافلوفسكايا فى بطرسبورج



عندما احتفلت مدينة بطرسبرج بأحد أعياد تأسيسها، تم إعادة بناء رمز المدينة قلعة بيترو بافلوفسكايا. وتعتبر قلعة بيترو بافلوفسكايا، رمزا لمدينة بطرسبرج التى أسسها بطرس الأكبر فى عام 1703. ويمثل بناء هذه القلعة بداية لتاريخ هذه المدينة وبطولاتها خلال العهود المتعاقبة. وتذكر ساعة بيترو بافلوفسكايا زوار المدينة بالوقت، لكنها أيضا تذكرهم بمجد سابق منح القلعة أهمية كبرى وجعل منها رمزا للمقاومة والدفاع عن روسيا. ويبقى مكان الرصاصة التى أطلقها أحد البلاشفة فى ثورة 1917، علامة على الدور الذى لعبته هذه القلعة فى الأحداث السياسية التى مرت على روسيا. ومنذ عهد القيصر بطرس الأكبر، يتم إطلاق المدفع يوميا مع حلول الساعة 12 ظهرا وهو المدفع المثبت على أحد أبراج القلعة. وتضم قلعة بيترو بافلوفسكايا سجنا اعتقل فيه الكثير من المشاهير وأبرزهم راديشيف ودوستويفسكى وتروتسكى وجوركى. تدور الأساطير حول الاعتقاد السائد أن هذا السجن يضم مخرجين: الأول يؤدى إلى المقبرة والثانى إلى مستشفى المجانين!





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة