تلقى الكاتب الروائى حامد عبد الصمد، تهديدات بالقتل من جانب بعض الجماعات الإسلامية المتطرفة فى مقر إقامته بألمانيا، وذلك بعد أن انفرد اليوم السابع بنشر تقرير عن اتهام موقع "نصرة الإسلام" له بالإساءة للذات الإلهية، وتشويه صورة الإسلام، والانتماء إلى الفكر الصوفى الملحد ـ على حد وصفهم.
وبعد تكرار هذه التهديدات لجأ عبد الصمد إلى الشرطة الألمانية، بعد أن عانى طوال ليلتين منذ أن نشرنا التقرير من المضايقات التهديدات، وأخذت الشرطة تلك التهديدات على محمل الجد، خاصة وقد أعلنت بعض الجماعات الإرهابية فى ألمانيا من قبل عن تكثيف نشاطها الإرهابى، واستهداف الكثير من المنشآت والشخصيات التى تراها مناهضة للإسلام.
من جانبها فرضت الشرطة الألمانية الإقامة الجبرية على الكاتب، وأمرت جامعة ميونخ التى يحاضر بها عبد الصمد كخبير فى التاريخ الشرقى، بأن تحذف كل المعلومات التى قد تفيد فى التوصل إليه، وأمرته بتغيير أرقام تليفوناته، والحد من تحركاته، والاقتصار على التحركات المهمة والضرورية، وعرضت عليه أن تضعه تحت الحراسة لكن عبدالصمد رفض لأنه ـ على حد قوله ـ لا يحب أن يشعر بالسجن فى بيته، كما منحته الجامعة إجازة مفتوحة لحمايته من هذه التهديدات التى قد تودى بحياته.
وحسب ما ذكر عبد الصمد لليوم السابع فإن التهديدات التى تلقاها كانت كثيرة، وبعض ممن اتصلوا به صرخوا فى وجهه فقط ثم أغلقوا الخط، إلا أن أعنف التهديدات كانت من شخص عرف عبد الصمد من لهجته أنه ربما يكون لبنانيا، وقال له "الدور آت عليك يا فاسق"، وآخر صرخ فى وجهه قائلا " الويل لك يا عدو الله"، وأبدى عبد الصمد تذمره من هذه المضايقات والتهديدات قائلا، إنه سافر إلى أوروبا لكى ينعم بالحرية ولم يكن يتخيل أنه سيهرب من التقييد إلى التقييد.
وكان اليوم السابع قد نشر اتهام موقع نصرة الإسلام لعبد الصمد بالإساءة للذات الإلهية وللإسلام، وهذا بسبب روايته "وداعاً أيتها السماء" التى صدرت عن دار ميريت الصيف الماضى، وذكر الموقع أن هذه الرواية دعوة صريحة لترك الإيمان، وأن الكاتب تخطى خطوطاً حمراء كثيرة خاصة فى الدين والجنس، وأنه قدم مصر فى صورة مشوهة لتبدو كمجتمعات مريضة. متهما الرواية بأن بها "تخاريف وإساءة للذات الإلهية" وإنها تتعدى على المقدسات والغيبيات. وتأتى هذه التهديدات ضمن حلقات الهجوم على الكاتب التى بدأت بعد صدور روايته مباشرة، وترشيحها للفوز بجائزة البوكر العربية، وحصولها على أعلى الأصوات فى الاستفتاء الذى أجرته "دار ميريت" للنشر على كتبها الصادرة فى 2008، ويبدو أن هذه الحلقات لن تنتهى قريبا.