أولى صدمات إدارة أوباما .. تدويل "اتفاق رايس – ليفنى"

الخميس، 29 يناير 2009 09:00 م
 أولى صدمات إدارة أوباما .. تدويل "اتفاق رايس – ليفنى" مؤتمر كوبنهاجن بداية غير مبشرة للإدارة الأمريكية
كتب محمود المملوك

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إدارة أمريكية قديمة رحلت وأخرى جديدة تولت.. مع ذلك لا يمكن الجزم بأن إدارة الرئيس باراك أوباما ستمشى "بأستيكة" على خطى سياسات إدارة الرئيس جورج بوش، على نحو ما كان يدعو شعارها المرفوع لدخول البيت الأبيض: التغيير .. التغيير .. التغيير.

التغيير للأسف قد لا يطول السياسات الأمريكية فى الشرق الأوسط، ولا حتى فى التفاصيل. وهذا بحد ذاته كفيل بإحداث صدمة كبيرة فى الشارع العربى الذى ينتظر على أمل تسوية المشكلات المزمنة فى المنطقة، وفى القلب منها القضية الفلسطينية التى تضررت بشدة جراء الانحياز الأمريكى السافر لإسرائيل على حساب المصالح العربية.

الدعوة الأمريكية لعقد مؤتمر دولى وشيك فى كوبنهاجن لتفعيل اتفاقية الضمانات الأمريكية لأمن إسرائيل والمعروفة بمذكرة رايس - ليفنى والهادفة إلى منع تهريب الأسلحة إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس، كانت بمثابة أولى الصدمات التى سيفيق عليها العالم العربى ليستيقظ من أوهامه عن التغيير الأمريكى تجاه القضية الفلسطينية تحت إدارة أوباما – هيلارى.

فقد تم إبرام المذكرة فى أواخر أيام إدارة بوش، ومن ثم لا تلزم الإدارة الجديدة. لكن تبنى أوباما زمام المبادرة لعقد المؤتمر الدولى والسعى إلى ضمان تمثيل أوروبى ومشاركة سياسية ودفاعية ومخابراتية فيه، يشى بالكثير، فى أقله أن أوباما ينفذ أجندة بوش.

باراك وإدارته أعربوا أكثر من مرة عن تأييد الجهود المصرية لوقف تهريب الأسلحة لغزة، وفى نفس الوقت عدم فرض وجود قوات دولية على الحدود مع مصر. وهو ما يتناقض - على الأقل مع الدعوة إلى مثل هذا المؤتمر.

أطراف المؤتمر الدولى "الوشيك" كما تردد: فرنسا وألمانيا وإيطاليا وأسبانيا وهولندا وبريطانيا، والدنمارك، وتقوم واشنطن باتصالات مع هذه الأطراف للاتفاق على صيغة تفاهم وآلية مراقبة ودفاع لقطع الإمدادات عن "حماس".

وفيما أكدت صحيفة الحياة اللندنية أن واشنطن تسعى إلى إقناع الجانب المصرى بالمشاركة، رأى الدكتور عبد المنعم سعيد، رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن ذلك "مستبعد جدا"، بسبب غضب القاهرة لفكرة التدخل فى شئونها واقتراح وجود مراقبين دوليين على أراضيها، وهو ما صرح به الرئيس مبارك أكثر من مرة، قائلاً "حدود مصر.. خط أحمر".

زيارة ميتشل للمنطقة أضافت بعداً حساساً للمؤتمر واستعداداته، خاصة بعد أن تردد عنه أنه قدم خطة منفصلة عن الاستعدادات للمؤتمر، وأن مكتب الشرق الأدنى فى وزارة الخارجية الأمريكية يتولى هذا الشأن، خصوصا أنه كان أعد مذكرة التفاهم التى وقعتها وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبى ليفنى ونظيرتها الأمريكية السابقة كونداليزا رايس فى 16 يناير الماضى، والتى قاد المفاوضات الأمريكية فى شأنها نائب مساعد شئون الشرق الأدنى جيفرى فيلتمان. وسبق توقيع المذكرة تعيين ميتشل، إلا أن تفاصيلها جرت بتنسيق كامل بين رايس وإدارة باراك أوباما.

أهداف المؤتمر كما توقعها الدكتور المعتز بالله عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة ميتشجين الأمريكية، ستكون "ترسيخ بنود الاتفاق الأمنى السابق بين تل أبيب وواشنطن وإعطاءها إطارا دوليا بمساهمة الأوروبيين". وأضاف عبد الفتاح أن الوسيلة لذلك : "الضغط والتعاون مع دول الجوار والحكومات العربية وحلف شمال الأطلنطى لمنع تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة ومراقبة مداخل غزة البرية والبحرية، بحيث تشمل معابر الخليج العربى والبحر الأحمر والبحر المتوسط ومساعدات لوجستية وتقنية لتدريب إسرائيل ومصر ودول أخرى بالمنطقة على برامج فاعلة للمراقبة".

عبد الفتاح يشير فى هذا الصدد إلى الأوهام العربية المفرطة التى علقت آمالا على إدارة أوباما قائلا "إن تبنيها لاتفاق رايس – ليفنى أولى الحقائق التى ينبغى الالتفات إليها حتى لا تفاجئنا الصدمة تلو الأخرى" .





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة