"عود أحمد.. وفتح مبين".. هذا هو حال الدبلوماسيين المصريين وأخوتهم العراقيين بعد قرار إعادة فتح السفارة المصرية فى بغداد، والتى أغلقت بعد استشهاد السفير المصرى إيهاب الشريف، وهو ما استدعى مصر أن تطلب طاقم موظفى البعثة، المؤلفة من ستة دبلوماسيين، ومثلهم من الإداريين، وتعلق عمل بعثتها الدبلوماسية هناك بصورة مؤقتة منذ عام 2006 عقب مقتل السفير المصرى بالعراق إيهاب الشريف على يد تنظيم القاعدة بالعراق.
السفير سعد محمد رضا القائم بأعمال السفارة العراقية بالقاهرة، أكد أن وفداً دبلوماسياً مصرياً يستعد لزيارة العراق فى القريب العاجل، ذلك فى إطار تطوير العلاقات بين العراق والدول العربية بعد تحقيق مزيد من الأمان خلال العام الماضى، مشيراً إلى أن من ضمن أولويات الزيارة هو الإشراف على فتح السفارة المصرية بالعراق، بعد أن تم اختيار مكان مناسب لها.
السفير حسام زكى المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية قال، إن الاتفاق على إعادة فتح السفارة المصرية ببغداد جاءت على أثر زيارة الوزير أحمد أبو الغيط خلال توجهه إلى السليمانية بإقليم كردستان العراق للقاء الرئيس العراقى جلال طالبانى، واستطلع بعدها عددا من الأماكن والمواقع، لاختيار إحداها ليكون مقراً للسفارة المصرية.
"تداعيات شعبية ورسمية" كانت السبب من وجهة نظر الدكتور أحمد الرشيدى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، لإعادة فتح السفارة موضحاً أن تأخر مصر فى إعادة فتح بعثتها الدبلوماسية وتسمية سفير جديد لها بالعراق، جاء لأن أياً من البلدان المتواجدة بالعراق لم تفقد سفيرا لها فى العراق مثلما حدث لمصر بعد فاجعة الشهيد السفير السابق إيهاب الشريف، وهو ما جعل الشعب المصرى ينظر بأسى لما حدث، وتم الابتعاد الرسمى إلا أن هناك تواجداً كبيراً على المستوى الشعبى سواء المصريين المتواجدين بالعراق أو العراقيين اللذين تستضيفهم مصر، واللذين يتجاوز عددهم 150 ألف عراقى.
وحول حماية السفارة المصرية هناك، أضاف الرشيدى أن المخابرات العراقية بالتعاون مع المخابرات الأمريكية وأجهزة الأمن المصرية هم من سيتولون حماية مقر السفارة والسفير المصرى الجديد. اللواء قدرى سعيد رئيس، الخبير فى الشئون العسكرية بمركز الأهرام الاستراتيجى، أكد أن الخارجية المصرية درست العديد من المواقع التى اقترحتها السلطات العراقية كمقر للسفارة والإجراءات المطلوبة لتأمين مقر السفارة، وعندما تنتهى هذه الإجراءات سيتم اتخاذ قرار بإعادة فتح السفارة وتسمية السفير المصرى الجديد فى العراق.
وأضاف سعيد أن واشنطن ضغطت مؤخرًا على عدة دول عربية لإعادة فتح سفاراتها فى بغداد فى محاولة لتحجيم النفوذ الإيرانى بالعراق، لافتاً أن وزير الخارجية السعودية، الأمير سعود الفيصل، أن قدم ردًا واضحًا حيال الطلبات الأمريكية والعراقية المتكررة للرياض بافتتاح سفارة لها فى العراق، إذ استبعد حصول ذلك طالما استمرت حالة عدم الاستقرار الأمنى فى بغداد.
يذكر أن زيارة وزير الخارجية أحمد أبو الغيط للعراق، تعد هى الزيارة الرسمية الأولى للخارجية المصرية منذ عام 1990.
مصر تفتح سفارتها ببغداد تحت "حماية مخابراتية"
الأربعاء، 28 يناير 2009 05:43 م
الخبراء لا يستبعدون ضغوط واشنطن من أجل عودة مصر للعراق
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة