مهندس أيمن على حمد يكتب:

قلوب المصريين خالية من الحب

الأربعاء، 28 يناير 2009 04:39 م
قلوب المصريين خالية من الحب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تلتفت أنظار العالم كله إلى هذا الشاب الزنجى الأسود النشط والرئيس المنتخب للولايات المتحدة الأمريكية، فالجميع – تقريبا – أحبوا هذا الشاب، أحبوا أفكاره ومشاعره تجاه الفقراء ومتوسطى الحال، أحبوا ثقته فى قدراته وتصميمه على النجاح، أحبوا سيرته الذاتيه المليئة بالجد والاجتهاد معتمدا على نفسه فقط بعيدا عن والديه، أحبوا نجاحه فى دراسته الجامعية فى أشهر جامعة فى العالم، ثم صعوده لطريق الشهرة بالعمل الجاد خطوة وراء أخرى، أحبوا عمله الدؤوب من أجل إعادة توزيع الثروات بين الأغنياء والفقراء، أحبوا بلاغته فى الخطابة، والصدق الذى يغلف كلماته، أحبوا هدوءه وهو يعارض الآخرين ورصانته وهو يقنعهم، أحبوا ماضيه النظيف وعلاقاته مع الشرفاء وعمله مع الكنيسة لخدمة المجتمع.

ولعلنى لا أبالغ إن قلت إن العالم كله - فيما عدا الظالمين - شعر بالارتياح لنجاح هذا الشاب، ولعل من أهم أسباب نجاحه هو وجود رئيس سابق له مثل بوش الابن، بكل أخطائه المقصودة وضحاياه الكثر فى العالم كله، فلقد خلف ذلك البوش من ورائه عالما حانقا غاضبا فاسدا فقيرا، تحكمه قوانين الغاب ويكره بعضه بعضا، الأمر الذى سهل للشعوب الوقوع فى التوهم بأن ذلك الشاب الأخضر هو قارب النجاة من جحيم عالم بوش، والحق أن البعض وقع فى ذلك الوهم الذى غالبا ما يقع فيه كل شعب مقهور من حكامه، ولكنه سرعان ما يعرف أن عليه أن يجد قائده الصالح بنفسه، وأن القائد الصالح هو بداية الخيط للإصلاح الحقيقى، ولعل ذلك يفسر حسد شعوب العالم النامى للشعب الأمريكى الذى وجد زعيما يثق فيه ويلتف حوله، ولقد كان لنا نصيب من هذا الحسد العالمى، فمنذ جمال عبد الناصر وقلب الشعب العربى خال من الحب الحقيقى، وكلما وقع فى حب جديد هنا أو هناك وجد أنه حب مراهقة سرعان ما يختفى، وقد يتبدل لشعور معاكس تماما، ولعل شباب العرب اليوم لم يعرفوا تجربة حب الزعيم الذى عرفناه أيام الثورة الأولى، والحق أن حب الزعيم من حب الوطن كله الذى يهون فى سبيله كل غال ورخيص، حب استسلام واحتياج، حب رغبة وهياج، حب دائم وقائم بلا انفصال أو طلاق.

وقد تغفر الشعوب بعض أخطاء زعمائها المحبوبين، فلقد رأينا سجناء معذبين من زبانية وشياطين العهد الناصرى، رأيناهم يسامحون الزعيم ويغفرون زلاته، ويقال إن ذلك يرجع لشغف المحبين ولو كان من طرف واحد، ورغم أن عهد عبد الناصر يتحمل نصيبا من معاناتنا يمنع من مسامحته، إلا أن بعض الطعام أكثر مرارة من غيره، ولعل مرارة الشعب هى ما تدفعه للبحث عن حب جديد يعيد شبابه ويجدد حياته، رحمك الله يا جمال وغفر لك أخطاءك وذنوبك. أوباما الأمريكى ذكرنا بك ولعله نبش ذكريات لا تنسى من الحب والشوق لمحبوب لم يعرف الكذب على شعبه، ولم يطمع فى ميراث الأمة، أحب بلده ولم يستعبد أهلها، قسم خيرها ولم يسرق مالها، لم ينافق أو يحتال، بنى سدا وملك أرضا وأنشأ المصانع والمدارس والجامعات، وعندما رحل لم نسمع أنه سرق أو خان، أنشأ جمهورية وتركها كما هى، ترك أبناءه وسط شعبه لا يزيدون عنهم ولا يزايدون عليهم بحياتنا ولا يبيعنا لأصدقائه، لا يدافع عن الباطل أو يسلب الحقوق، نصدق معه ولا يكذب علينا، نختاره بإرادتنا الحرة ولا يختاره المزورون الخائنون، يقف معنا فى مصاعبنا ويحل مشاكلنا، يعيد أموالنا المنهوبة ويحاسب السارقين المحتكرين، نشتريه ويشترينا، نراه بيننا بلا حرس أو سلاح فالمحبون لا يفترقون، وعندما نراه سوف نحبه من النظرة الأولى، وسوف نحميه من داخلنا ولن يجرؤ غريب على تهديده طالما أنه فى المأمن الحقيقى فى قلب شعبه.
رحمك الله يا جمال.. نشتاق إليك يا جمال.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة