"مختطفو السفينة بلوستار يهددون بنسف السفينة بعد تعثر المفاوضات"، وعلى الجانب الآخر "أهالى الطاقم يقولون إن أبناءهم بخير وعودتهم ستكون قريباً خلال أسبوع".. ما بين هذين التصريحين المتناقضين يدخل مصير السفينة إلى المجهول.
وسائل إعلام عدة نشرت مؤخراً خبر انقطاع المفاوضات بين خاطفى السفينة المصرية "بلوستار" وبين الحكومة المصرية، وتنحى القبطان الذى كان وسيطًا فى المفاوضات، ونفاد كميات الطعام لدى المصريين المحتجزين على ظهر السفينة، بينما أكد عدد من أهالى المصريين المحتجزين أنه لا صحة لما تردد حول وقوع أزمة فى المؤن لدى أبنائهم، كما أنه لا صحة لما تردد عن توقف المفاوضات مع القراصنة الصوماليين.
من ناحية أخرى، علم اليوم السابع أن أزمة السفينة مازالت متعثرة بعد أن طلب القراصنة فدية مليون ونصف دولار، إلا أن السلطات المصرية قالت إنها ستدفع 100 ألف دولار فقط، وهو ما رفضه القراصنة وعندما احتجوا قيل لهم "ارموا اللى على ظهر السفينة فى البحر".
كما أعربت المصادر أيضاً عن تشاؤمها من أن تكون السفينة المصرية بلوستار التى اختطفها القراصنة الصوماليون فى مطلع شهر يناير الجارى قد تلقى مصير السفينة بدر التى اختفت فى البحر الأحمر قبل خمسة أشهر، ولم يتم العثور عليها ولا على طاقمها إلا من بعض الاتصالات التليفونية المتقطعة التى تتواتر من مكانها المجهول. بينما أكدت وزارة الخارجية أنها تتابع باهتمام بالغ جميع التطورات المتعلقة بحادث اختطاف سفينة الشحن «بلو ستار» على أيدى قراصنة صوماليين الخميس الماضى، وعلى متنها ٢٨ بحارًا مصريًا.
الدكتور محمد عبد السلام الخبير الاستراتيجى بمركز الأهرام للدراسات السياسية قال إن القراصنة الصوماليين لديهم طريقة واحدة فى التفاوض كرروها أكثر من مرة مع السفن السابقة، وهى لقاء مع ممثل عن الشركة صاحبة السفينة أو مسئول دبلوماسى، ودائمًا ما يكون اللقاء فى كينيا، ويتم الاتفاق فيه على المبلغ وإطلاق سراح السفينة بعد ذلك لتكمل رحلتها، وكان زعيم الخاطفين محمد سعد قد صرح على الإنترنت أنه استطاع اختطاف أكثر من 120 سفينة فى العام الماضى، وحصل من ملاكها على فدية 375 مليون دولار، وأنهم الآن يسيطرون على أكثر من 20 سفينة أخرى محتجزة لحين سداد الفدية.
من جانبه أكد الباحث الصومالى الدكتور محمد صلاح الخبير فى الشئون الأفريقية أن حادث اختطاف السفينة المصرية مؤخراً، جاء بعد نحو ثلاثة أسابيع من بدء عمليات الاتحاد الأوروبى فى سواحل البحر الأحمر للقضاء على القرصنة، وتقديم بعض المشتبه بهم للمحاكم الكينية، مشيراً إلى أن تلك العملية جاءت فى وقت ينشغل فيه العالم بأحداث غزة.
وأضاف إبراهيم أن العالم كله يتحمل مسئولية القرصنة على السواحل الصومالية، بسبب التدخلات الأجنبية فى البلاد، خاصة من دول الجوار، وعدم سعى المجتمع الدولى لخروج الصومال من أزمته، بعد سقوط نظام الجنرال محمد سياد برى فى السادس والعشرين من يناير عام 1991 وغياب الجيش والشرطة والبحرية التى كانت رادعاً مهماً للقراصنة.
يذكر أن السفير أحمد رزق، مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية والمصريين فى الخارج قال إن وزارة الخارجية تتابع الموقف من خلال غرفة العمليات التى تم تشكيلها عقب اختطاف السفينة، تواصل اتصالاتها مع الجهات المصرية والدولية المعنية لضمان سلامة البحارة المصريين وحل المشكلة فى أسرع وقت ممكن. موضحاً أن السفينة المخطوفة لا تحمل العلم المصرى، ولكنها تحمل علم "سانت نيفيس" بجزر الكاريبى. لكن هذا لا يمنع من أننا مهتمون بالحفاظ على سلامة البحارة المصريين الـ٢٨ الموجودين على متن السفينة المخطوفة.
وكانت السفينة محملة بشحنات يوريا وحمولتها ستة آلاف طن يوريا وكانت متجهة من باب المندب باتجاه الشرق، ولكنها توجهت نحو سواحل الصومال، وتم إبلاغ قيادة القوة الأوروبية "بنورث وود" فى بريطانيا لطلب المساعدة، لكن على ما يبدو فإن عملية الخطف بالفعل قد تمت، وأن طاقم السفينة أصبحوا رهائن.. وأنه يجرى العمل حاليا على إجراء الاتصالات اللازمة لإطلاق سراح السفينة التى يقودها الربان محمود سويدان والاطمئنان على طاقمها وإنهاء المشكلة.
القراصنة هددوا بنسفها..
تضارب التصريحات بشأن "بلوستار" يحيط مصيرها بالغموض
الأربعاء، 28 يناير 2009 11:22 م