120 مواطنا يقاضون إسرائيل لتدمير منازلهم

المليارات فى انتظار غزة لإعادة الإعمار.. وخسائر رفح خارج الحسابات

الأربعاء، 28 يناير 2009 08:14 م
المليارات فى انتظار غزة لإعادة الإعمار.. وخسائر رفح خارج الحسابات أطفال رفح يلهون بمخلفات الحرب الإسرائيلية على غزة
كتب عبد الحليم سالم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رفح المصرية.. مدينة تعيش تحت حصار الطيران الإسرائيلى خلال العدوان على قطاع غزة.. المدينة التى تعرضت للقصف المباشر تحولت الآن لخلية نحل لإعادة حفر الأنفاق الحدودية، خاصة فى حى البراهمة الذى يعد حيا برائحة البنزين والجاز.

على أطرف المدينة قرب الحدود عشرات الأطفال المصريين يلعبون على الحدود بعضهم يلهون ببقايا الصواريخ الإسرائيلية التى أصابت منازلهم.. أحمد نعمان طفل عمره 5 سنوات يمسك فى يده بقايا صاروخ إسرائيلى قرب الحدود احتفظ به فى منزله، وقال معى مقذوف إسرائيلى وجاء مسرعا ليرينى إياه وطلب أن أصوره.

والد الطفل، نعمان سعيد حسن، قال "كما ترى أعيد بناء بيتى من جديد بعد أن دمرته إسرائيل وليس لدى وقت لانتظر معونات فى علم الغيب أو تعويضات من الأمم المتحدة". بالقرب من منزله فى حى البراهمة قوات من الأمن ضبطت العديد من الأنفاق الحدودية، إنه الحى الأشهر فى تهريب السلع عبر الأنفاق. قوات الأمن أمامنا تصادر كميات كبيرة من البضائع من أحد الأنفاق، أهالى الحى يتحسرون عليها حرام كان تركوها للفلسطينيين، بالقرب منهم أطفال تلعب على الحدود.

شيرين أحمد عبد الهادى (12 سنة قالت): هربنا أيام القصف وسقط فوق بيتنا شظية اخترقت السقف، ها هى أمامك. أخى الصغير محمد وأختى نرمين 5 سنوات وجدتها تلعب بالشظايا. وأرتنى كمية منها لكن الشظية الكبيرة جاءت خارج البيت وأحدثت حفرة عمقها 7 أمتار.. شيرين قالت "نحن فى رعب مستمر والبيت اتهد وأبى أحضر الناس لإعادة البناء مرة أخرى روحنا عند الجيران عدة أيام".

الوضع لا يختلف كثيراً فى عائلة على الزوام وهو متوفى وله 5 أطفال، الابنة تغريد قالت: إخوتى عبد السلام وسعيدة وهاجر ومحمد فى التعليم الابتدائى والإعدادى أنا مثلهم هربنا وقت الضرب وسمعنا عن التعويضات لكننا لا نصدق، لذلك لم نعمل محضراً ضد إسرائيل.

على بعد خطوات من منزلهم قوات حرس الحدود المصرية وعلى الجانب الآخر حماس تقيم عشرات الخيام تحتها يعمل مئات الشباب فى إعادة حفر الأنفاق.. الرقم كبير، 1664 نفقاً منها فقط 350 طاله الدمار، المشكلة أن الأمن المصرى شدد من تواجد قواته على الحدود وحول مدينة رفح إلى معسكر أمنى كبير به آلاف الجنود فى كل مكان.

بعيداً عنهم 120 مواطنا قرروا مقاضاة إسرائيل وذهبوا إلى قسم الشرطة بكل شجاعة وحرروا محاضر بعد أن تعرض أحدهم للإهانة والطرد من القسم، إلا أن المحافظ اللواء محمد عبد الفضيل شوشة طلب من المواطنين تحرير محاضر ضد إسرائيل تمهيداً لمطالبة الصليب الأحمر الدولى بالتعويضات وكذلك المجتمع الدولى، فحماس تحصل على مليارات العرب لإعادة إعمار غزة، ورفح المصرية تنتظر تعويضات فى علم الغيب.

من جهته، قال اللواء سامح عيسى رئيس مركز ومدينة رفح لليوم السابع "إننا قمنا بمعاينة 78 منزلاً من المتضررين وقامت لجنة من الإدارة الهندسية بحصر الأضرار وهذا دورنا، أما التعويضات فهى أمر يخص الأجهزة الأعلي".

وأضاف: جارى عمل المعاينات لعشرات المنازل ولابد أن تدفع إسرائيل ثمن ما أفسدته، ومن جانبنا جارى ترميم المصالح الحكومية التى تعرضت لأضرار، زجاج مكتبى تكسر، وبنك مصر سيتم إعادته لرفح بمجرد ترميمه وبعد هدوء الأحوال.

كما حضرت لجنة من الأبنية التعليمية وحصرت التلفيات التى لحقت بالمدارس وغيرها وفق تأكيد المهندس عبد الهادى محمد محمود مدير الإدارة الهندسية برفح رغم عدم قناعته الشخصية بجدوى المطالبة بتعويضات. رئيس المركز والمدينة قال إن رفح ستتحول إلى منطقة اقتصادية هامة بمجرد الانتهاء من تنفيذ مخطط إنشاء منطقة تجارة دولية حرة فيها.

على أطراف رفح عشرات المنازل ممتلئة بجراكن الوقود فى انتظار التهريب عبر الأنفاق، أحدهم قال إنه رغم القصف الإسرائيلى كان التهريب على أشده إلى غزة، القضية مال والأنفاق تدر المال لجيش من العاطلين.

وقال محمد عاشور سليمان ونبيل حسنى حسن وسعيد عليان خليل وهانم حسن حمدان من الذين حرروا محاضر فى قسم الشرطة ضد إسرائيل، "إننا لن نتنازل عن حقوقنا ومعنا المئات ولابد للحكومة إما المطالبة الدولية بالتعويضات أو أن تدفعها لنا، الأمر سيان".







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة