تجربة واقعية لمراسلة اليوم السابع حينما ذهبت لعمل تحقيق خاص بمركز سيدى سالم بكفر الشيخ فوجئت بما هو أخطر، وهو المخلفات الطبية الناتجة عن العيادات الخاصة والمستشفيات، عندها قابلت الدليل الحى على المكان الذى تلقى فيه هذه المخلفات، وهو الشارع حينما ركلت قدماها دون أدنى توقع أن يكون هذا الشىء هو "رحم امرأة" ملقى بالشارع الرئيسى (شارع 23 يوليو) وعلى الكوبرى الرئيسى بأهم مناطق مدينة سيدى سالم، فتوقفت المراسلة لتضع تفسيرا لما رأته وتوقف السائرين.
وقالت سيدة تدعى تيسيره محمد من سيدى سالم، إن هذا رحم امرأة، وأن العيادات الخاصة والمستشفيات دائما تلقى بمخلفاتها الطبية فى الشوارع وبشكل يومى وعلنى خاصة عيادات النساء والأسنان والجراحة.
وأضاف محمد عبدالله موظف بالمحليات بسيدى سالم، أن كل مخلفات العيادات من سرنجات وقطن وشاش ملقاة فى الشوارع، ولا يتم نقلها إلى المحرقة، وأيضا الأعضاء البشرية كثيرا ما نصطدم بها بالشوارع.
ويذكر أن إصابة أبناء مركز سيدى سالم بمرض الوباء الكبدى الفيروسى تمثل أعلى نسبة تصل إلى 30 %، هذا ما وجدناه بمركز أبحاث الكبد بكفر الشيخ.
وأشار محمد عبد الله إلى أن عمال النظافة أثناء رفعهم القمامة من الشارع يتعرضون للأصابة والعدوى نتيجة للمخلفات الموجودة، وبعد أيام نفاجىء بأن العامل مريض وفى وقت وجيز ترتفع بطنه لأصابته بمرض الكبد.
يبدو أن المشكلة تتفاقم عندما تنقل هذه المخلفات لإلقائها على أكوام القمامة، حيث يتم حرقها بشكل بدائى ومفتوح حرق على المكشوف، فتزيد الكارثة البيئية والتلوث الهوائى، بالإضافة إلى ما يتم أثناء الفرز لهذه المخلفات، وهذا ما أكده المهندس طه الهوارى المسئول عن مصنع تدوير المخلفات بمدينة كفر الشيخ، بأن أكوام القمامة التى تأتى بها السيارات والجرارات إلى المصنع، تحمل نسبة كبيرة من مخلفات المستشفيات، وعند فرزها من قبل عمال المصنع نفاجأ بتعرضهم لأمراض بسبب نقل عدوى هذه المخلفات إليهم، وأن عملية الحرق مكشوفة ومؤثرة سلبيا على البيئة.
قال دكتور إبراهيم رزق مدير مستشفى الفتح الخاص بكفر الشيخ، أنه توجد قواعد خاصة تتبعها العيادات والمستشفيات لمراقبة العدوى، حيث تصنف المخلفات الطبية حسب خطورتها، وتوضع أشدها خطورة بأكياس حمراء، ويتم نقلها مباشرة للمحرقة، وهناك مخلفات ليست على قدر كبير من الخطورة مثل: الزجاجات البلاستيكية الفارغة للجلوكوز وتوضع فى أكياس سوداء وتلقى بشكل عادى مع القمامة، إلا أن هذه العبوات يأخذها العاملون ويبيعونها إلى تجار ليقوموا بالاستفادة منها وتصنيعها مرة أخرى.
أشار رزق إلى أن المستشفى متعاقد مع محرقة قرية الحمراء، حيث يتم نقل المخلفات الخطرة بشكل يومى، ويتم تسديد الإيصالات شهريا إلى المحرقة.
يذكر أن محافظة كفر الشيخ، توجد بها محرقتان فقط تعملان، وهناك محرقة أخرى معطلة، ولا توجد سيارات مخصصة لنقل هذه النفايات للتخلص منها بشكل آمن، فلابد من وقفة لوضع الخطوات السليمة فى النقل للتخلص من هذه النفايا حتى لا تسبب أمراضا أخرى لأصحاء ليس لهم ذنب فى هذه المأساة.
