أحمد المنجى يكتب:

إعلام هادف ومعارك وهمية

الأربعاء، 28 يناير 2009 06:09 م
إعلام هادف ومعارك وهمية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طول عمرى باسمع عن الإعلام الهادف بس الحقيقة ما شفتهوش لغاية ما كنت نازل يوم الصبح رايح الشغل وكعادتى وقفت عند بتاع الجرايد اتأمل العناوين المثيرة للصحف المتراصة بجوار بعضها، والتى أشبه ماتكون بالحفلة الصاخبة عناوين معارضة من عينة فساد الحكومة وحصرياً بالصور والمستندات فضيحة المسئول الفلانى، وفى الجانب الآخر ترد عليها الصحف القومية بعناوين من عينة إنجازات غير مسبوقة للحكومة وإقرار مشروع القانون العلانى لحماية محدودى الدخل، ولكن ما لفت انتباهى فى هذا اليوم هو وجود ضيف جديد فى هذه الحفلة الممجوجة تبدو على عناوينه ملامح الجدية والرصانة آثر أن ينأى بنفسه عن هذه الإثارة والفرقعة غير ذات الجدوى ووجدت نفسى أترك كل هذه الجرائد وأختار صحبة هذا الضيف الجديد دون غيره وعندما شرعت بالقراءة لم أدر إلا وكنت قد اتيت على صفحات الجريدة كلها وعندما طويتها على سطح مكتبى كنت قد عرفت معنى الإعلام الهادف تحية من القلب إلى اليوم السابع .

"يالا نحب مصر بجد" جايز تكون كلمة مكررة والبعض يقول ما كلنا بنحب مصر وناس تانية تقول ياعم إنت مش عايش فى الدنيا معانا واللا ايه هو احنا هنحب ايه فى البلد دى ، بس ياريت نفكر شوية انا مش باقول إن الدنيا وردى وجميلة وكله تمام بس باقول ان البلد مش هاتعمل كل حاجة واحنا قاعدين مكاننا ما بنعملش حاجة هى مش هاتربيلنا ولادنا وبناتنا عشان تقضى على التحرش ومش هاتسوقلنا العربية عشان نلتزم بالمرور ولا هاتجيبلنا شهامة عشان الشارع المصرى يرجع زى ماكان وغيرها وغيرها، يعنى مثلاً لو رايح تقضى مصلحة فى مكان حكومى والموظف عقدك من عيشتك تطلع تسب وتلعن فى الحكومة طب انت اتعاملت مع مين فى الحكومة غير الموظف ده وهل تعتقد ان عنده تعليمات عليا بتعطيل مصالح سيادتك ، بلاش دى طب البنزين على بنسبة 35% قام سواقين الأجرة غلو الأجرة 100% طب الحكومة مالها ده جشع السواقين والمواطن ماعملش إجراء إيجابى بعدم ركوب المواصلات أو عمل محضر للسواق وغير كده من تصرفات إيجابية كنت راكب الميكروباص يوم ماغليت الاجرة واحدة ست عجوزة وقفت واعترضت قام السواق اداها وصلة سب علنى والميكروباص مليان شباب زى الفل ماحدش نطق الوحيد اللى اتكلم قال ياستى اسكتى بقى اتاخرنا على اشغالنا لو مامعكيش هادفعلك تفتكروا مين اللى غلطان الست العجوزة واللا الركاب واللا السواق واللا الحكومة، وقيس على كده كل حاجة بتغلى ، بنسمع كل شوية عن حركات ومنظمات وأحزاب باحثة عن الشهرة بتقول ان البلد بايظة وعشوائية وتسب وتلعن بس مافيش حد قال ان المصريين عليهم دورماعملوهوش او مقصرين فى حاجة ، أو حملة لتغيير السلوكيات السلبية للمواطن المصرى ولا سمعنا عن حركة أوحزب أوإعلام قدم حل وحيد ولو لمشكلة واحدة ولو حتى مشكلة المرور فى الشارع اللى هو ساكن فيه ، كله نقد وإبراز عيوب ، طب وبعدين عرفنا ان الصورة سودا ووحشة والمستقبل مظلم والحل مافيش حد قدم حل ، يمكن كلامى مستفز للبعض ويقول يعنى احنا هانعمل ايه او اصحى ياعم وفوق من اللى انت فيه او انت عميل للحكومة بس ده رايى ، زى مافيه حاجات الحكومة المفروض تعملها فيه حاجات برضه كتير احنا المفروض نعملها احنا مركزين اوى على النقد وبنستسهل اوى كلمة ما احنا مافيش فى ايدنا حاجة نعملها غير الكلام ماهم فى الآخر هايعملوا اللى هم عايزينه وده غلط ، يا جماعة مصر بقى حالها يحزن من كتر المعارك الوهمية مع الحكومة لان دلوقتى النقد تعدى مرحلة النقد ودخل فى مرحلة الهدم مش ممكن حد يكون كله عيوب مافيهوش مزايا خالص بس المشكلة اننا مش عايزين نحس ان علينا دور اكتر من الكلام ومش عايزين نسمع غير النقد ومش من حق الطرف الآخر انه يرد او نسمع مببرراته بنطالب بالعدالة واحنا مش بنطبقها ، يعنى عمرى ماشفت مقال نقد والصحفى اخد فيه رأى المسؤل وحلله فى ضوء المشكلة أو حتى ترك التحليل للقارئ ولكن بيحلل الموضوع من وجهة نظره هو بس وبيحاول يشربه للقارئ بشتى وسائل الاقناع وطبعاً القارئ بيميل للإثارة والكلام ضد الحكومة ، دلوقتى بقى مفهوم الوطنية والمعارضة وغيرها من الاسماء الجميلة دى هو انتقاد الحكومة بس ، لكن النقد المفروض زى الميزان اقول ايه مش عاجبنى – ليس برأى او ميول شخصى – وايه عاجبنى وبعدين النتيجة اوحتى اسيبها للقارئ . ياريت نبطل سلبية ونرجع نحب مصر تانى بجد بالفعل مش بالكلام .





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة