مواسم الامتحانات فى مدارس المشاغبين.. ضرب مدرسين، وحرق امتحانات، وهستريا جماعية

الإثنين، 26 يناير 2009 05:21 م
مواسم الامتحانات فى مدارس المشاغبين.. ضرب مدرسين، وحرق امتحانات، وهستريا جماعية أكد الوزير أن امتحانات هذا العام ستكون "مختلفة"
كتب محمد سعد، أيمن لطفى، هند عادل، أسامة صديق، حسن مشالى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بينما يكتفى المحافظون بزيارات تفقدية أنيقة للجان الامتحانات بالمحافظات المختلفة يشيدون فيها بمستوى اللجان، ويوزعون فيها العطايا والجزاءات، كل حسب رؤيته، تغفل هذا الزيارات الوقوف على شواغل الطلاب الحقيقية وشكواهم التى لا تظهر إلا بعد انتهاء الزيارة الكريمة. أغلب هذه الزيارات تنحصر على المدارس الهادئة، الوادعة، المسالمة، وتبتعد عن مدارس المشاغبين.

ضربوا المدير وأحرقوا أوراق الإجابة
ففى المدرسة الثانوية الكهربائية ببنى سويف اعتدى ثلاثة طلاب بالصف الأول الثانوى على مدير المدرسة "رئيس لجنة الامتحانات" والمراقبين بالضرب، وخطفوا أوراق الإجابة فى امتحان مادة التبريد والتكييف، وأحرقوها فى فناء المدرسة صباح أمس الأحد. كانت اللجنة التى تضم 23 طالباً قد شهدت توتراً بسبب اعتراض الطلاب على عقد لجنة خاصة لطالبتين مقيدتين منازل، إحداهما ابنة إحدى المدرسات وزميلتها، وتصاعدت حدة المناقشات بين الطلاب والمشرفين عن اللجنة إلى حد الاشتباك بالأيدى وخطف أوراق الامتحانات وإشعال النيران فيها.

وجهت النيابة للطلاب الثلاثة تهمة تعطيل لجنة الامتحانات وحرق وإتلاف أوراق الإجابة عمداً والإضرار بالغير والاعتداء على موظف أثناء تأدية عمله، وتقرر حبسهم أربعة أيام على ذمة التحقيق.

الدكتور عزت عبد الله "محافظ" على النظافة
هذا فى حين واصل محافظ بنى سويف جولاته التفقدية للجان الامتحانات، التى لا يقترب خلالها من مدارس المشاغبين، كما لا يقترب من المشكلات التى تعترض الطلاب. مكتفياً بتوزيع المكافآت والجزاءات وفق ما يراه من انطباعات لحظية تزول بزوال الزيارة.

ففى أثناء جولته التفقدية استاء الدكتور عزت عبد الله محافظ بنى سويف، من منظر بقايا الأسمنت على أرضية وسلم مدرسة الخيرية للبنات بمدينة بنى سويف، فقرر على الفور مجازاة مدير المدرسة بدعوى أنه لم ينتبه لتشوه المظهر العام للمدرسة. هذا بينما قرر المحافظ منح مكافأة قدرها 200 جنيه لكل من مدير مدرسة الواسطى الإعدادية للبنات، ومدير مدرسة الزيتون الإعدادية للبنات، لما رأى المحافظ أنه جهد ملموس فى نظافة المدرستين. ولله فى مكافآت وجزاءات المحافظ شئون.

امتحانات الغربية من الكتاب الخارجى
وبينما لم يتوانَ اللواء عبد الحميد الشناوى محافظ الغربية عن "اللف والدوران" على مدارس المحافظة ليتابع أبناءه تلاميذ وطلاب المدارس فى لجان الامتحانات، مشيداً بأوراق الأسئلة التى لا تخرج عن مستوى الطالب العادى، لم ينتبه سيادته إلى شكاوى الطلاب من بعض الأسئلة، التى أتت من خارج المقررات، وبعضها الآخر الخارج عن مستوى الطالب المتوسط.

وفى امتحان مادة الدراسات الاجتماعية لطلاب المرحلة الإعدادية بالغربية على سبيل المثال، اشتكى الطلاب من صعوبة الأسئلة، وطولها وعدم تناسبها مع الوقت المحدد للإجابة. وشهدت العديد من اللجان حالات من الهستيريا الجماعية بسبب احتواء ورقة الامتحان على 50 سؤالاً كاملة، بعضها كما جاء على لسان الطلاب تعجيزية، ومن خارج الكتاب المقرر. وبعضها الآخر يعتمد على الكتب الخارجية، وكأن تجارة الكتاب الخارجى ليست بعيدة عن واضعى امتحانات الإعدادية بالغربية. الأمر نفسه تكرر من قبل فى امتحان مادة اللغة العربية، وخاصة فى فقرتى النحو والنصوص. فهل وصل الخبر للواء عبد الحميد الشناوى بعد؟، أم أن شكوى الطلاب ليست من اختصاص جولات سيادته التفقدية؟.

مدارس أسيوط أنيقة،نظيفة، وملاعبها فسيحة
والأمن مستتب فى لجان محافظة أسيوط، وفقاً لما يراه اللواء نبيل العزبى محافظ أسيوط. ففى جولة المحافظ التفقدية للجان الامتحانات كان يمر سريعاً على اللجان ملقياً نظرة خاطفة على أوراق الأسئلة، مشيداً بكونها فى مستوى الطالب العادى على الرغم من أن سيادته ليس متخصصاً فى مجال التعليم. بينما كان سيادته يمنح من زيارته الكريمة وقتاً أطول لتفقد الملاعب والحدائق والمنشآت الجديدة فى بعض المدارس، ومن بينها ملاعب مدرسة ناصر الإعدادية التى تكلفت نصف مليون جنيه كاملة، بينما نصف تلاميذ مدارس محافظته لم يحصلوا على الكتاب المدرسى بعد. ولأن المحافظين صاروا يتنافسون فى الاهتمام بالنظافة فلم ينسَ العزبى التشديد على ضرورة توفير عمال نظافة إضافيين بالمدارس. فما أهمية ما يجرى داخل الصفوف وخلف مقاعد الدراسة طالما أن المدرسة أنيقة ونظيفة وذات ملاعب فسيحة؟. ما ينقص طلاب مدارس أسيوط فقط هو الحصول على الشهادات بالكمبيوتر من خلال غرفة خاصة وفرها المحافظ وتشتمل على 25 جهاز كمبيوتر. ولا يبقى إلا أن نوجه الشكر لسيادة اللواء بالنيابة عن كل طلاب وتلاميذ محافظة أسيوط.

فى مطروح الصعوبة تولد الابتكار
وفى محافظة مطروح لم تستثنِ الشكاوى من صعوبة الامتحانات طلاب الصف الثالث الابتدائى، حيث جاءت بعض أسئلة امتحان اللغة العربية من خارج المنهج، وخاصة فى فقرات النحو والصرف، وذلك بشهادة مدرسى المادة.

هذا فى حين يصرح سمير الخشن وكيل وزارة التعليم بمطروح، أن الامتحان وضع لقياس مهارات التلاميذ وتدريبهم على الابتكار، وليس الاعتماد على المناهج التلقينية.

وكأن روح الابتكار تتلبس المسئولين عن التعليم فى مواسم الامتحانات فقط، وليست عملية طويلة المدى تبدأ من أول يوم فى الدراسة، وترتبط بمنظومة تعليمية متكاملة.

مع ذلك قال وكيل الوزارة، إنه على استعداد لإلغاء الأسئلة المشكو فى حقها وإعادة توزيع الدرجات إذا ثبت لسيادته ولسيادة مستشار المادة بالوزارة صحة شكوى أولياء الأمور والطلاب. ولا نعلم أين كان هذا المستشار لحظة وضع أسئلة الامتحان.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة