قال إن حماس رفضت طلبنا بمقابلة شاليط..

مسئول إعلام الصليب الأحمر بالقاهرة: لن نقاضى إسرائيل

الإثنين، 26 يناير 2009 11:33 ص
مسئول إعلام الصليب الأحمر بالقاهرة: لن نقاضى إسرائيل محمد سلطان المسئول الإعلامى للجنة الصليب الأحمر الدولية بالقاهرة - تصوير: عصام الشامى
حاورته ميريت إبراهيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اللجنة الدولية للصليب الأحمر كانت أول منظمة دولية إنسانية يزور رئيسها جاكوب كيلينبرجر، غزة بعد وقف إطلاق النار، وخلال زيارته شدد على ضرورة بذل كل الجهود من قبل المنظمات الدولية و الأطراف المتنازعة لوضع حل لمعاناة أهالى غزة. اليوم السابع التقت بالمتحدث الإعلامى للجنة الدولية للصليب الأحمر بالقاهرة محمد سلطان للحديث عن دور الصليب الأحمر فى غزة، وما قدمه الصليب الأحمر للمتضررين من جراء العدوان الإسرائيلى على غزة.

ماذا قدم الصليب الأحمر لأهل غزة أثناء العدوان؟
الدور الذى تلعبه اللجنة الدولية للصليب الأحمر ينقسم لمحورين، الأول خاص بالناحية الطبية لمساعدة الضحايا، وفى غزة حاولنا توفير مجموعة من عربات الإسعاف لإخلاء الجرحى من المناطق المنكوبة ونقلهم للمستشفيات ووفرنا المواد الطبية، كما قمنا بإدخال طاقم جراحى من الأطباء للعمل فى المستشفيات التابعة للهلال الأحمر الفلسطينى على مدار 24 ساعة يومياً، كما حاولنا توفير الوقود لمستشفيات غزة بسبب تعطل الأجهزة الكهربائية، وتوفير الفنيين لإعادة إصلاح مولدات الكهرباء وتشغيلها مرة أخرى. وبالإضافة للعمل فى المستشفيات قمنا بتوفير المواد الطبية بشكل دائم فى المستشفيات مثل المضادات الحيوية وشحنات الدم والبلازما التى نقلناها من الضفة الغربية إلى غزة.

ما طبيعة الصعوبات التى واجهتكم أثناء عملكم فى غزة؟
نقص المواد الطبية بالمستشفيات كان من أبرز العقبات التى واجهتنا فى غزة، كما عانينا أيضا من عدم وجود ممرات آمنة لنقل الجرحى، بالإضافة إلى غياب التعاون الكافى بين السلطة الفلسطينية فى رام الله و إدارة حماس فى غزة.

كم عدد العاملين التابعين للصليب الأحمر فى غزة؟
حوالى ثمانين عاملاً من بينهم 35 فلسطينياً، و19 أجنبياً، بالإضافة إلى الخبراء الذين انضموا إلى طاقم الصليب الأحمر فى غزة بسبب ظروف الحرب.

التواجد فى منطقة منكوبة أثناء الحرب ينطوى على قدر كبير من المخاطرة، فكيف تمكن طاقم الصليب الأحمر من تجاوز هذا الأمر؟
على المستوى الأمنى حاولنا توفير ممرات آمنة للمساعدات والشحنات الإنسانية من أدوية وأغذية بالاتفاق مع السلطات الفلسطينية حتى لا تصاب الفرق الطبية، وكنا نقوم بإبلاغ السلطات الإسرائيلية وقوات حماس على السواء بإحداثيات المستشفيات ومواعيد وأماكن مرور الشحنات حتى لا يتم إطلاق أى نيران عليها. فى الوقت نفسه كنا نناشد كافة الأطراف لعدم استهداف العاملين والحفاظ على أمنهم الشخصى حتى يتمكنوا من مواصلة عملهم.

وهل كنتم تحصلون على ضمانات محددة لتأمين فريق العمل؟
لا توجد أى ضمانات، فهناك دائماً أخطار فى أوقات الحروب والعاملون بطواقمنا يعون ذلك جيداً.

وهل تعرض طاقم الصليب الأحمر لأى خسائر بشرية فى غزة؟
تعرضت إحدى قوافلنا المشتركة مع الهلال الأحمر الفلسطينى لضرب نارى نتج عنه إصابة أحد السائقين، مما دفعنا للتراجع وسحب القافلة مرة أخرى.

وما الدور الذى يلعبه الصليب الأحمر فى الوقت الحالى فى غزة؟
اللجنة الدولية للصليب الأحمر أصدرت بياناً ناشدت فيه أطراف النزاع باتخاذ قرار سياسى لمساعدة المدنيين، ورئيس الصليب الأحمر كان أول ممثل لمنظمة دولية يزور غزة، ودعا الأطراف لاتخاذ التدابير اللازمة لوضع حد للأزمة الإنسانية. فليس المطلوب فقط تقديم المساعدات الحيوية على المدى القصير، ولكن المطلوب توفير مناخ ملائم للتنمية الاقتصادية. وهذا هو توجه المنظمة الدائم.

هل سيسهم الصليب الأحمر بصورة أو بأخرى فى عمليات إعادة الإعمار؟
اللجنة تحاول، حتى من قبل الحرب الأخيرة، أن توفر مهندسين لشق الآبار وفنيين لإصلاح محطات الكهرباء، واستطعنا تأمين دخولهم، حتى أثناء الحرب، وسنحاول توفير المزيد من الخبراء أيضا للمساهمة فى إعادة الإعمار.

من جانب آخر، هل هناك نية لدى اللجنة لمقاضاة إسرائيل بسبب استخدامها أسلحة محرمة دولياً فى العدوان على غزة؟
إذا جمع مندوبو اللجنة الدولية للصليب الأحمر دلائل دامغة عن الانتهاكات، أو قدمت الطواقم الطبية تقارير تؤيدها جهات أخرى، فسيتم مناقشة ذلك الأمر مع الطرف المعنى، وهى فى هذه الحالة إسرائيل. لكن الأمر الأساسى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعتمد على نظام السرية فى العمل، وإقامة علاقات متوازنة مع جميع أطراف النزاع بما يفيد ضحايا النزاع. لذلك ففى حالة اتخاذ أى قرارات بشأن قضية اللجوء لأسلحة محرمة دولياً، فإن اللجنة ستقوم بذلك بشكل غير علنى.

وهل تمت أى مخاطبات بين ممثلى الصليب الأحمر ومسئولين إسرائيليين بهذا الشأن؟
لست متأكداً من الأمر، ولم ترد لى أى أخبار بخصوص أى مناقشات.

قلت إن طاقم الصليب الأحمر يقوم بتجميع أدلة من الميدان، فهل يمكن إتاحة هذه الأدلة لمنظمات أخرى فى لتستخدمها فى مقاضاة إسرائيل؟
ما نجمعه من معلومات يظل ملكاً للجنة الدولية للصليب الأحمر، ويعد معلومات سرية وخاصة باللجنة فقط، فنحن لا نقاضى الدول لانتهاكها القوانين، وإنما ننادى بالالتزام بالقانون ونذكر الدول بواجباتها، ولا نملك أى قوة لإجبار الدول على احترام القانون، فهذه مسئولية الدول بالأساس. كما لا تدعو اللجنة إلى مقاضاة أطراف أو محاكمتهم حتى تظل المؤسسة على مسافة واحدة من كل أطراف النزاع. وما ينطبق على موقفنا فى هذا النزاع ينطبق على موقفنا فى أى نزاع آخر، وذلك لأن همنا الأول يبقى الوصول إلى الضحايا ومساندتهم.

على مستوى الأسرى واتفاقيات التبادل، هل طلب منكم التدخل فى اتفاقيات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية لتبادل الأسرى؟
إذا طلب منا التدخل مثلما حدث بين إسرائيل وحزب الله، فإننا نتدخل وعلى استعداد لمساعدة أسرى الحرب والتوسط لمبادلتهم أو إطلاق سراحهم، إلا أن دور اللجنة يأتى بعد إتمام المفاوضات وفى مرحلة التنفيذ، لأن اللجنة لا تتدخل فى أى اتفاقات أو مفاوضات سياسية بين أطراف النزاع.

هل طُلب منكم التدخل لإطلاق سراح جلعاد شاليط؟
طلبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من الأطراف الفلسطينية السماح لها بزيارة الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط أو حتى الحصول على دليل مادى بأنه لازال حياً، ولكن طلبنا قُوبل بالرفض.

هل هذا الأمر كان بمبادرة ذاتية أم بطلب من جهات إسرائيلية؟
الأسلوب الذى تتبعه اللجنة مع أى أسير حرب فى منطقة نزاع، هو مطالبة السلطات المعنية السماح لنا بزيارته، وهو واجبنا، حتى وإن لم تطلب منا السلطات الإسرائيلية هذا، والأمر نفسه ينطبق على الأسرى من الجانب الفلسطينى.

هل تم رفض طلبات مماثلة من الجانب الإسرائيلى؟
نعم يحدث هذا أحياناً!

ما هو حجم مساهمات اللجنة الدولية فى أثناء هذا النزاع، وما هو حجم ما ترصده اللجنة لإعادة الإعمار؟
الحجم الأكبر من ميزانية اللجنة الدولية للصليب الأحمر يتم إنفاقه فى إسرائيل والأراضى الفلسطينية المحتلة، بالإضافة إلى العراق ودارفور، حيث بلغت ميزانية اللجنة فى إسرائيل والأراضى المحتلة لهذا العام قرابة 65 مليون دولار، وحتى الآن لم تطلب بعثتنا هناك المزيد من المال، وهو ما يعنى أن حجم الإنفاق حتى الآن فى حدود الميزانية، ولكن هذا لا يعنى أننا لن نكون فى حاجة إلى المزيد من المال فى الفترة القادمة. وتقوم بعثتنا هناك فى الوقت الحالى بإجراء دراسة لاحتياجاتها فى الفترة القادمة لمعرفة حجم المساعدات المادية التى قد تحتاجها اللجنة فى الفترة القادمة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة