تخلف الفكر الدينى فى محاضرة بمكتبة الإسكندرية

الأحد، 25 يناير 2009 04:45 م
تخلف الفكر الدينى فى محاضرة بمكتبة الإسكندرية قضية تجديد الفكر الدينى هامة وبدونه تصبح الحياة بلا لون أو طعم
الإسكندرية ـ جاكلين منير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استضاف منتدى الحوار بمكتبة الإسكندرية، وتديره هبة الرافعى، مساء أمس السبت الدكتور محمود حمدى زقزوق، وزير الأوقاف، للتحدث فى ندوة "تجديد الفكر الدينى".

قال الدكتور زقزوق، إن الفكر الإنسانى فى حركة مستمرة، وهو الذى يحرك الحياة، وإذا توقفت هذه الحركة، فإن ذلك يعنى توقف حياة الإنسان أو غيابه عن الوعى، مضيفاً أنه إذا وصفنا الفكر بأنه علمى فمعنى ذلك أنه منظم، وعندما يوصف الفكر بأنه دينى فلا يعنى ذلك أنه فكر مضاد للعلم، وإنما هو أيضا، إذا سار فى مساره الصحيح، يعد فكراً منظماً يقوم على أسس وقواعد من شأنها أن تؤدى إلى معلومات دينية صحيحة.

وأشار إلى أنه إذا كان الفكر هو الذى يحرك الحياة، فإن التجديد فى الفكر وفى الحياة متلازمان لا انفصال بينهما، وبدون هذا التجديد سيبقى كل شىء على حاله، وبذلك تتجمد الحياة وتصبح بلا لون أو طعم أو رائحة، لافتاً إلى أن قضية تجديد الفكر الدينى ليست قضية هامشية، وإنما هى قضية لها أهميتها البالغة فى حياة المسلمين لما للدين من عمق فى النفوس.

وأكد أن الدين بطبيعته قد جاء ليكون ديناً للحياة بجميع أبعادها، ومن هنا، فإنه لا يجوز أن ينفصل عن الحياة والتأثير فيها وإلا فسيتحول إلى مجرد طقوس شكلية لا روح فيها ولا حياة، مشيراً إلى أن التجديد فى الفكر الدينى عمل يقوم به الرواد فى كل أمة، وقد شهد تاريخ الفكر الإسلامى العديد من هؤلاء الرواد.

وتحدث الدكتور زقزوق عن أبرز مظاهر تخلف الفكر الدينى فى العالم الإسلامى، والذى يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتراجع الحضارى للأمة الإسلامية، وهى إغلاق باب الاجتهاد، الذى يعده محمد إقبال مبدأ الحركة فى الإسلام، وتعطيل العقل من أداء دوره المنوط به فى هذه الحياة، والتقليد الأعمى للسابقين دون مراعاة لاختلاف الظروف ومتغيرات كل عصر، واختزال الإسلام فى الشعائر التعبدية والحدود، والخلط بين المفاهيم الدينية كالسنة والبدعة والكفر والإلحاد وانتشار دعاوى التكفير من جانب من يزعمون أنهم حماة الدين، وافتعال عداوة بين الاستنارة والدين، وشيوع الفهم المتخلف لدور المرأة فى المجتمع والنظر إليها على أنها كائن أقل شأناً من الرجل.

وأكد الدكتور زقزوق، أن التجديد المطلوب يمكن أن يتحقق إذا تهيأت الظروف المناسبة لذلك، والتى تؤدى إلى الوفاء بمتطلبات التجديد، وهى فتح باب الاجتهاد وتمكين العقل من أداء دوره كاملاً فى الحياة وفى فهم الدين، وضرورة المصالحة بين الدين والعلم، وتمكين المرأة من أداء دورها الفاعل فى الحياة، وإعادة النظر فى المناهج التعليمية، وإعادة النظر فى فهم السابقين للحديث النبوى عن التجديد، حيث إن الاقتصار اليوم فى عصر ثورة المعلومات والاتصالات على فهم التجديد على أنه إحياء السنة وإماتة البدعة ليس كافياً.

واختتم الدكتور محمود حمدى زقزوق، وزير الأوقاف، كلمته بالقول إن قضية تجديد الفكر الدينى جدية لا هزل فيها، مشيراً إلى أن فكرنا بصفة عامة، وفكرنا الإسلامى بصفة خاصة فى أشد الحاجة إلى التجديد لنضخ فى شرايينه دماء ثقافة جديدة تعمل على تمكين العقل من أداء دوره كاملا فى الحياة وتحريك الطاقات الكامنة لدى الشباب، وتشجيع الراغبين فى العمل على المشاركة الجادة من أجل تغيير الواقع المتخلف، وإنقاذ أمتنا مما يتهددها من تطرف بغيض فى الفكر والسلوك، وتواكل مرذول فى ميادين العمل والإنتاج، على حد وصفه.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة