أبدى العاملون فى قناة النيل للمعلومات قلقهم الشديد بسبب التصريحات الأخيرة للمهندس أسامة الشيخ رئيس قطاع النيل للقنوات المتخصصة، وكان الشيخ قد أشار إلى نيته نقل الكفاءات من المحررين بقناة المعلومات إلى قناة النيل للأخبار وهو الأمر الذى لم يتم حتى الآن، إلا أن هذه التصريحات أثارت حالة من القلق بين محررى قناة المعلومات خصوصاً بعدما تردد من نية الإدارة إلغاء قناة المعلومات، ولا يعلم المحررون ما إذا كان سيتم الإبقاء عليهم فى قناتهم أم أنه سوف يتم إلغاؤها أسوة بقناة التنوير.
وأشارت مصادر من داخل القناة أن كل محاولات المحررين لمعرفة مصيرهم باءت بالفشل، وأن إدارة القناة ترفض التصريح بأية معلومات فى هذا الأمر فيما أكدت حنان يوسف رئيسة القناة أنها لا تملك أية معلومات.
وحاول المحررون بقناة المعلومات لقاء رئيس القطاع أكثر من مرة، إلا أن مديرى مكتبه قابلوا طلبهم بالرفض، بحجة أنه مشغول، وأنهم سوف يتلقون تليفونياً الموعد المناسب للقائه، وهو الأمر الذى لم يتم حتى الآن.
وما زاد من قلق المحررين الإعلان الذى تم تعليقه مؤخراً فى القناة، والذى يشير إلى أن قطاع النيل للقنوات المتخصصة يقوم بإعداد موقع للقطاع على شبكة الإنترنت، وأن هذا الموقع فى حاجة لعدد من المحررين للعمل به، وأن إدارة القطاع ترحب بانتقال المحررين إليه، دون أن يكون واضحاً ما إذا كان الموقع الجديد سيكون بديلاً لقناة المعلومات أم لا. ويرى محررو القناة أن الموقع الجديد لا يتناسب مع حجم الخبرات التى لديهم.
فحسب المعلومات المتاحة عن الموقع الجديد فإنه يعتبر موقعاً دعائياً لما ينتجه القطاع فى كل قنواته من برامج، إلى جانب تقديمه لبعض الخدمات الأخرى، بينما لا يحتوى على خدمة إخبارية تتناسب مع خبرات محررى قناة المعلومات. هذا كما أشار مسئولون بمكتب رئيس القطاع أن الخبرة التحريرية غير مطلوبة للانضمام للموقع الجديد، لأنه سيعتمد على لغة الشباب الدارجة، على حد قوله.
وأشار محرر بقناة المعلومات إلى أن الموقع الجديد ليس إلا سرقة لفكرة كان قد تقدم بها محررو قناة المعلومات لرئيس القطاع حول ربط ما تقدمه القناة على شاشة التليفزيون بالشبكة الدولية للمعلومات، حرصاً على الوصول إلى أكبر عدد من المتلقين. وأن هذه الفكرة تم إفراغها من محتواها والاكتفاء بالجانب التجارى والدعائى منها، حيث لا يحتوى الموقع الجديد على مواد ذات قيمة معلوماتية أو تحليلية، وأن محتوى الموقع الجديد لا يتطلب سوى محررين مبتدئين أو مدخلى بيانات وليس خبرات صحفية. وأضاف المصدر أن من يتصدرون لإدارة الموقع هم من صغيرى السن وغير المتخصصين فى التحرير الصحفى، مما يعنى أنهم يخشون من خسارة إدارتهم للموقع الجديد إذا ما تم الاستفادة بذوى الخبرة، خاصة أن الموقع الجديد يمكن أن يتم عمله من داخل قناة المعلومات ودون الحاجة إلى تشريد العاملين بها وضياع خبرات تم تطويرها وبناؤها على مدى خمسة عشر عاماً هى عمر قناة المعلومات.
من جهة أخرى يشتكى العاملون بقناة المعلومات من عدم تسلمهم رواتبهم منذ أكثر من شهرين، بدعوى أن القطاع يمر بأزمة مالية، ويشعر المحررون بقناة المعلومات أن تأخير رواتبهم هو وسيلة للضغط عليهم لإجبارهم على العمل فى الموقع كمدخلى بيانات، وهو ما لا يتناسب مع خبراتهم الصحفية.
يذكر أن عدداً كبيراً من محررى قناة المعلومات من ذوى الخبرة كان قد تم الاستعانة بهم فى إنشاء قناة النيل الدولية وقناة النيل للأخبار، كما أن بعضهم انتقل للعمل فى قنوات ذات سمعة عالية مثل هيئة الإذاعة البريطانية، إضافة إلى فضائيات الجزيرة والعربية والإخبارية.