كشف تقرير صادر عن لجنة الزراعة بمجلس محلى محافظة المنوفية، عن أزمة جديدة يعيشها الفلاح مع محصول الذرة الشامية، وذلك بعد رفض شركات المطاحن استلام المحصول لضيق طاقاتها الاستيعابية، مما جعل المزارع فريسة سهلة لتجار السوق الحر، الذى يجبره على بيع محصوله بأبخس الأسعار خوفاً من إصابته بالتلف. رفض استلام محصول القمح من المزارعين يهدد أيضاً بعزوف الفلاح مستقبلاً عن زراعة الذرة الشامية فى ظل الخسائر التى يتكبدها فى نهاية كل موسم دون تحقيق أرباح تكفل له وأسرته أبسط سبل الحياة الكريمة.
ويشير التقرير، إلى أن هناك عشوائية فى السياسات المحصولية، وغياب لتخطيط وتحديد المساحات المنزرعة مسبقاً والكميات المطلوبة، فضلاً عن سوء عملية التسويق، وهو الأمر الذى أدى إلى انحسار زراعة الذرة الشامية وغيرها من المحاصيل الإستراتيجية مثل القمح والقطن الذى سجل أدنى مستوياته بالإقليم الموسم الماضى.
وفيما يشير التقرير إلى أن المنوفية تأتى فى المركز الأول بين المحافظات المنتجة للذرة الشامية بواقع 966 ألف طن لموسم 2008، بزيادة فى المساحات المنزرعة بمقدار 15 ألف فدان عن الموسم الزراعى 2007، وبلغ إجمالى ما تم توريده حتى منتصف ديسمبر الماضى حوالى 91 ألف أردب، كان نصيب شركة المطاحن 82 ألف أردب وبنك التنمية 9 آلاف أردب، وفقاً لإحصائيات قطاع الزراعة بالمنوفية، نفى عاطف المكاوى رئيس لجنة الزراعة بالمجلس المحلى لمحافظة المنوفية المعلومات الواردة فى التقرير، حيث أكد أن 30% من الإنتاج تحول إلى أعلاف للمواشى بعد رفض بنوك التنمية والمطاحن استلام الإنتاج من المزارعين، وأن زيادة الإنتاج لم يواكبها زيادة فى المستهدف من استلام المحصول بالجهات المعنية باستلامه، واتهم مكاوى الجمعية التسويقية بالمنوفية بالتقصير فى تسويق المحصول، الذى يدخل فى صميم عملها. هذا فيما برر محمد الصعيدى رئيس الجمعية عدم قيامها باستلام أى كميات من المحصول لعدم وجود إمكانيات لديها أو تعاقدات مع هيئة السلع التموينية.
وأشار التقرير إلى معاناة المزارعين وانتظارهم أمام المطاحن لتوريد محصولهم فى طوابير طويلة ولأيام متتالية أثرت على جودة المحصول ونسبة الرطوبة به، وذلك نظراً لتجاوز الإنتاج طاقات التخزين بالمطاحن، وهو ما أدى إلى انخفاض سعر الأردب من 320 جنيهاً إلى 140 جنيهاً معرضاً المزارعين لخسائر فادحة. هذا ويشير التقرير إلى التضارب فى تصريحات المعنيين بمحصول الذرة الشامية، كل حسب موقعه، ففيما يقول مدير مطاحن المنوفية إن الكميات المستهدف استلامها 18 ألف طن فقط، وإن المطاحن على الرغم من ذلك استلمت 23 ألف طن، أى بزيادة قدرها 5 آلاف طن عن المستهدف، ينفى مكاوى هذه التصريحات، قائلاً "إن المطاحن لم تتسلم سوى 12 ألف أردب فقط، تستغلها فى إنتاج دقيق مخلوط بنسبة 10% ذرة لمطاحن القطاع الخاص".
وأشار التقرير إلى أن هذا التضارب يؤثر على كيفية التعامل مع المشكلة، وأوصى التقرير بضرورة تفعيل صندوق دعم المحاصيل الزراعية وعمل موازنة لحماية الفلاح من تقلبات الأسعار وتنشيط دور الإرشاد الزراعى وتحديد المساحات والكميات المستهدفة قبل بداية الموسم، بحيث يكون المحصول مربحاً للمزارع مع زيادة منافذ الاستلام والكميات المستهدفة بشركات المطاحن.
بعد تراجع أسعار محصولى القمح والقطن..
محصول الذرة الشامية مهدد بالانحسار بالمنوفية
السبت، 24 يناير 2009 11:06 ص