اتهم ديموس بتروبوليس سكرتير عام المنظمة البحرية الدولية المنظمات الإرهابية بالوقوف خلف عمليات القرصنة التى انتشرت أمام السواحل الصومالية، وقال بتروبوليس إن التقارير التى وردت للمنظمة توصلت إلى نتيجة حاسمة، وهى أن هناك منظمات إرهابية تعمل فى مجال القرصنة البحرية، وذلك من خلال التغيير الواضح فى طبيعة هجمات القراصنة من سرقة بعض المعدات إلى حوادث اختطاف كاملة للسفن والمطالبة بفدية تصل إلى مبالغ مالية كبيرة جدا .
وأضاف متروبوليس، أن هذا التحول فى طبيعة هجمات القراصنة يشير لوجود عصابات إرهابية عالمية مخططة جيدا، فالقراصنة مزودون بالأسلحة ويتبعون تكتيكات معينة يتم دراستها بشكل جيد .
وأشار سكرتير عام المنظمة البحرية العالمية فى ندوة "القرصنة . . التحديات والمواجهة" التى نظمتها الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، إلى أن ظاهرة القرصنة أصبحت مقلقة للغاية، وتأثيرها أصبح ضارا على التجارة العالمية ومجمل سكان العالم، وعلى إمدادات المعونة الغذائية والطبية الموجهة للعديد من الدول، لافتا إلى أن القرصنة ترتبط بضعف بعض الحكومات والاضطرابات المدنية فى الكثير من الدول. وأضاف أن هناك حاجة ملحة لإصدار تشريعات قومية تدعم جهود المنظمة الدولية لمكافحة الظاهرة.
وقال متروبوليس، إنه خلال عام 2008 وقعت 135 هجمة قرصنة فى خليج عدن وأمام السواحل الصومالية، مشيرا إلى أن التقارير الحديثة تؤكد وجود العديد من البحارة محتجزين حاليا فى الصومال من جانب القراصنة، وأن القلق لا ينبع من عدد الهجمات، وإنما من طبيعتها التى تقوم على استخدام القراصنة لزوارق سريعة تساعدهم على الاقتراب من السفن والهجوم عليها، باستخدام قنابل يدوية وأسلحة أتوماتيكية .وأن الهجمات تنفذ على ممرات تجارية بالغة الأهمية فى العالم وتنحصر فى ناقلات النفط.
وأضاف أن عصابات القرصنة تركز على التواجد بالقرب من الصومال فى إحدى قرى صيد الأسماك، مما جعل الوصلات بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسى مناطق مهددة، وهو ما سيؤثر على قناة السويس، وخليج عدن الذى أصبح منطقة حساسة جدا ستؤثر تأثير ضار على مبالغ التأمين على السفن وتكلفة النقل التى ارتفعت فى الآونة الأخيرة، لأن الرحلات أصبحت أطول مسافة لاتجاه العديد من شركات النقل إلى تغيير مسارها إلى رأس الرجاء الصالح .
وأكد سكرتير المنظمة البحرية الدولية أن الأمم المتحدة طلبت من القوى البحرية الحربية الكبرى استخدام وحداتها لمراقبة المناطق التى تكثر يها هجمات القراصنة، وفى عام 2007 طلبت المنظمة بالتنسيق مع تلك الوحدات، وتم تزويدها بكافة الخطوط الملاحية التى تستخدمها السفن حتى تتمكن من اكتشاف أية هجمات يقوم بها القراصنة لمكافحتهم، مضيفا أنه فى المناطق التى قامت فيها الوحدات البحرية بالمراقبة تلاحظ انخفاض عمليات الاختطاف، مشيرا إلى أن المنظمة لفتت نظر مجلس الأمن الدولى لانتشار الظاهرة فى الصومال، فتم تكليف الوحدات البحرية الحربية الدولية بمراقبة المياه الإقليمية للصومال، لكن فى ظل وجود العديد من العمليات التى كانت تتم داخل مياه الصومال الإقليمية فإن الأمر كان يتطلب موافقة حكومة الصومال الفيدرالية على دخول الوحدات لمياهها، فجرت محادثات مع الصوماليين انتهت إلى اتفاق لقمع هجمات القراصنة، ولكنه اتفاق بحاجة لاتفاقات مماثلة فى منطقة خليج عدن، وقال إن الاجتماع الذى سيعقد فى جيبوتى اليوم الأحد المقبل سيناقش وضع اتفاق إقليمى لهذا الأمر، داعيا مصر إلى أن تسهم بمجهوداتها لإنجاز هذا الاتفاق.
وطالب متروبوليس الدول القريبة من الصومال إلى تكثيف جهودها وتنسقها للتحكم فى هذه الظاهرة، لافتا إلى أن السبب الأساسى فى المشكلة هو غياب السيطرة السياسية فى الصومال، داعيا إلى إصلاح الوضع الحكومى فى الصومال وتزويد الصومال بالمساعدة الإنسانية، بالإضافة إلى الحاجة لاتفاقات متعددة الأطراف، والإكثار من الدوريات البشرية المسلحة للتعرف على الهجمات قبل وقوعها .
وفيما أكد اللواء هشام السرساوى رئيس قطاع النقل البحرى بوزارة النقل أن مصر تشارك بالدعم الكامل لمجهودات المنظمة الدولية لمكافحة القرصنة التى تؤثر على الدخل القومى المصرى والأمن القومى المصرى، قال الدكتور محمد فرغلى مدير الأكاديمية البحرية للعلوم والتكنولوجيا إن الجميع يدرك خطورة القرصنة، مضيفا أن 12% من التجارة العالمية تستخدم خليج عدن خاصة فى نقل البترول .
دعا مصر لدعم اتفاق إقليمى لمكافحة القرصنة
سكرتير المنظمة البحرية الدولية: إرهابيون وراء القرصنة
السبت، 24 يناير 2009 03:27 م