انتهز اتحاد الكتاب المصريين برئاسة الكاتب محمد سلماوى الجدل الكبير الذى أثاره كتاب "صناعة كتاب" للكاتب السعودى الشادى سعود محمد الحركان، والذى انتقل من جنبات الدورة الـ 41 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب عند عرضه لساحات المثقفين والمؤلفين، لما يدعو خلاله صناع الكتاب والمؤلفين لتغيير النمطية ومراعاة القراء والمتلقيين، ورفع القدسية عن النص المقروء خلال تأليفهم للكتب فى العالم العربى.
ومن المقرر أن تعقد شعبة القصة والرواية باتحاد الكتاب ندوة موسعة بمقر الاتحاد بالزمالك الأربعاء المقبل فى تمام الساعة السادسة مساء، لمناقشة الكاتب السعودى، وتقام تحت عنوان "صناعة الكتاب .. صناعة للمتجهات الفكرية فى عصر ما بعد العولمة" تديرها رئيسة الشعبة الكاتبة هالة فهمى، ويناقش الكتاب الشاعر حزين عمر ود.شريف الجيار.
من جانبه، يقول الحركان إن كتابه الجديد محاولة يصف من خلاله للقارئ العادى رحلة المؤلف المعاصر من اللحظة التى يجلس فيها للتفكير، وحتى يصير المشروع حقاً كتاباً يتلمسه القارئ بيده، هذه الرحلة التى اختلفت من أساليب صناعة الكتاب التقليدى المكتوب بالقلم والحبر، إلى أن صارت حاليا فى عصر التكنولوجيا والعولمة دمج بين النص وما يحيط به من أدوات وبرامج حاسوبية.
ويوضح الحركان إن كتابه يدعو إلى الإخلاص للفكرة والالتزام بآداب التواصل البصرى واللغوى اللذين يفرضان على مؤلف الكتاب العربى حقائق لم يألفها فى شتاته، أولها هو أخذ المتلقى فى الاعتبار، والكتابة لتصنيفات معينة من القراء، ثم يأتى بعدها رفع القدسية عن النصوص واعتبارها مجرد أدوات تواصلية ربما تستخدم وربما تستبدل بما هو أبلغ منها من أدوات.
والحركان من مواليد جدة بالمملكة العربية السعودية عام 1961، ثم انتقل عام 1980 إلى الولايات المتحدة للدراسة، وفى أوائل التسعينيات استقر به المقام بين جزر المحيط الهندى، وله أكثر من 13 عنواناً منشوراً بين رواية وأطروحة وكتاب وأعمال مصورة وأعمال متخصصة فى الطب البديل والنحو والصرف، وساهم فى إعداد دليل "إيمى للكتاب العربى" 1995.
يذكر أن الحركان أثار أيضاً جدلاً كبيراً بالدورة السابقة لمعرض القاهرة الدولى للكتاب عند عرضه كتابه "الروابط"، والذى ينتقد به الأساليب الحالية المتبعة فى تعلم اللغة العربية، ويعرض أسلوباً مطوراً لتعلم اللغة بعيداً عن القوانين الجامدة، التى ينفر منها دارسو العربية، إضافة إلى توافق هذا الأسلوب الجديد مع عصر ما بعد العولمة، والذى ينادى به الكاتب، الأمر الذى وصل إلى اتهام البعض للكاتب بهدم اللغة العربية، والدعوة إلى إزالة قواعد النحو والصرف أساس العربية لغة القرآن الكريم.