"جئت فى مهمة دينية مقدسة، بتكليف من الحبر الأعظم بابا الفاتيكان، لكن يبدو أن السياسة تلاحقنى أينما ذهبت"، هكذا بدأ البطريرك نصرالله بطرس صفير رئيس الطائفة المارونية بلبنان، حديثه لليوم السابع.. الرجل الذى جاء إلى مصر لحضور جنازة الأنبا إسطفانوس الثانى بطريرك الكاثوليك، دون أن يخبر أحدا، لاحقته السياسة طوال فترة تواجده بالقاهرة التى استغرقت يوما واحدا، عندما شارك فى عشاء مع أبناء الجالية اللبنانية. وفوجئ بأسئلة عن أحداث الساحة اللبنانية والفلسطينية.
تحركات صفير كانت بسيارة زرقاء تحمل رقم 203465 ملاكى القاهرة، فى حراسة إحدى الجهات السيادية، وبصحبة كلا من المطران لورانس أبوجودة والمطران رومان حليم من بطريركية أنطاكية للموارنة.. لاقيناه، وكان هذا الحوار:
ماهى الملفات التى تنوى مناقشتها مع المسئولين المصريين؟
جئت إلى القاهرة، لحضور مراسم جنازة بطريرك الكاثوليك الكاردينال إسطفانيوس الثانى. ولا أحمل أية ملفات فلست رجل سياسة، ولكننى كنت أتمنى لقاء الرئيس مبارك وشكره على جهوده فى خدمة القضايا العربية، لكن كان ذلك يحتاج لترتيبات مسبقة، لا تسمح بها ظروفه وظروف الزيارة العاجلة للقاهرة.
لكنك فاعل ومؤثر فى السياسة اللبنانية ودائما ماتثير بأفكارك بعض الأطراف فى الداخل والخارج، وكان لك موقف معروف فى المطالبة بخروج الجيش السورى من لبنان؟
أنا مشارك برأيى فى الشأن العام اللبنانى والعربى مثل أى مواطن. وكان رأيى أن من حق أى دولة أن تكون لها سيادة كاملة على أراضيها وأن تكون العلاقات بين الدول بمبدأ الندية واحترام حق الجوار.
فى رأيك ألا تعتقد أن الفلسطينيين لم يتعلموا من الدرس اللبنانى فى حرب غزة؟
لقد تألمنا جميعا مما حدث فى غزة من قتل ودمار للمدنيين، وأعتقد أن المرحلة تحتاج إلى تأمل دروس الحرب ومابعد الحرب من معرفة قوة العدو، ومع من تتحارب، لا أن تطلق الصواريخ هنا وهناك ثم يتحمل المدنيون وحدهم عواقب ماتقوم به الجماعات السياسية لخدمة أطراف معينة.
تقصد إيران وسوريا؟
رجاء، لاتورطنى فى تحديد جهات ما. الأمور واضحة للكافة. والحرب انتهت لكن الجراح لاتداويها الأيام. وعرفنا أنه لا يدفع فاتورة الحروب سوى الأبرياء.
وكيف تفسر هجوم زعيم حزب الله حسن نصر الله على مصر فى الفترة الأخيرة على خلقيات أحداث غزة؟
أى هجوم على الشقيقة الكبرى مصر مرفوض، وأوجه كلامى لكل الأطراف ولا أخص طرفا بعينه. ومن الذى يزايد على مصر أو ينتقص من الدور المصرى؟ ألا يكفى درس غزة ومن قبله حرب تموز فى لبنان؟ لقد تأكدنا بأعيننا وعرفنا الفارق بين مصر التى تريد تجنيب المنطقة الحروب وويلاتها وبين الأطراف التى تريد جر المنطقة إلى صدامات لا طائل ولاجدوى من ورائها. وقد تأكد للجميع صدق نوايا الرئيس مبارك فى أزمة غزة، وحرصه على حقن الدم الفلسطينى، وتحقيق المصالحة الوطنية بين فتح وحماس، فالأولى من الذين يهاجمون مصر أن يعملوا على توحيد الصفوف الفلسطينية وقبل ذلك توحيد الصفوف العربية.
لمعلوماتك
1986 نصر الله صفير انتخب بطريركاً ونصّب كاردينالا للكاثوليك المارونيين
قال إن الأبرياء وحدهم يدفعون فاتورة الحرب..
صفير: مصر الأكثر حرصاً على الدم الفلسطينى
الجمعة، 23 يناير 2009 07:52 م