"الحكومة" تحذر نفسها من القمح الأوكرانى

هل أصبحت الحكومة غير قادرة على تنفيذ ما تطالب به الأجهزة الرقابية، خاصة فيما يتعلق بصحة المواطن؟ قصة القمح الأوكرانى كانت مثار تحذيرات الخبراء فى الزراعة والغذاء، ولم تلتفت إليهم الحكومة، وظلت تسمح لشركات بعينها باستيراده.. مؤخرا صدر تقرير من الحجر الزراعى، التابع لوزارة الزراعة يؤكد تحذيرات الخبراء السابقة.. التقرير المفاجئ اشتركت فى إعداده 4 جهات حكومية تمثل أربع وزارات، هى هيئة الرقابة على الصادرات التابعة لوزارة التجارة والصناعة وإدارة مراقبة الأغذية ممثلة لوزارة الصحة، إضافة إلى هيئة الطاقة الذرية، ذلك فضلاً عن وزارة الزراعة.

اليوم السابع حصل على نسخة من التقرير، الذى يؤكد أن القمح الأوكرانى غير صالح أساسا للاستهلاك الآدمى بسبب ما أكده خبراء يمثلون أربع وزارات عن إصابة كل الأقماح الأوكرانية بحشرة سامة وهى" بق القمح"، وهى آفة تصيب القمح فى الدول الباردة خاصة أوكرانيا وروسيا.. وتسبب فساد القمح حتى قبل حصاده وهى ما تذيب المواد الغذائية فى القمح.

التقرير المشترك يحمل رقم ( 1382/ حجر زراعى) صدر بتاريخ 3 ديسمبر الماضى، يؤكد أن" بق القمح" يصيب القمح وهو فى مرحلة النمو، وتفرز هذه الحشرة مواد كيميائية بداخل الحبوب، تفقده كل خواصه الغذائية، ويستحيل على أى جهة رقابة الكشف عن ذلك بالطرق التقليدية المتبعة فى الموانى المصرية ويدخل القمح مصر، ويطالب التقرير بضرورة سفر لجان لفحص الأقماح فى المزارع وهو الأمر الذى يؤكده الدكتور على سليمان رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعى.

التقرير الحكومى اشترط ضرورة صلاحية القمح للاستهلاك الآدمى، والتأكد من خلوها من الإشعاعات والمواد السامة والفطريات والحشرات، ولكن كما يقول الدكتور على سليمان رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعى، إلى أن فحص مكونات الغذائية مثل نسبة الجيلوتين بالقمح المستورد لا يحدث عند الاستيراد وهو ما يؤكد فساد القمح الأوكرانى.

ورغم أن التقرير فى كل فقراته يطالب بمنع استيراده نهائيا، إلا أنه عاد ليؤكد أيضا أن الأقماح التى تم استيرادها فى السابق سليمة، ولا يوجد بها أية عيوب. ورغم ما جاء بالتقرير ورصده لمخاطر تناول منتجات هذه الأقماح فإن الدولة سمحت لـ 12 شركة معروفة بتعاقدات على صفقات قمح أوكرانى جديدة، من المقرر أن تستقبلها الموانى خلال شهرين.

لمعلوماتك: 1500 مليون دولار هو قيمة ما استوردت به مصر قمحا من أوكرانيا خلال 10 شهور عام 2008.