تباينت آراء رجال الأعمال حول مدى تعامل الإدارة الأمريكية الجديدة مع الملف الاقتصادى المصرى، ففى الوقت الذى يتفاءل البعض منهم بقدوم أوباما وسياسته المتوازنة وأن ذلك قد يدفع باتجاه تحسين العلاقات الاقتصادية بين الجانبين، استبعد آخرون حدوث أى تقدم فى تلك العلاقات.
عمر مهنا، رئيس الغرفة الأمريكية، كان على رأس الذين استبعدوا إدراج الشأن الاقتصادى المصرى فى الوقت الحالى على الأجندة الأمريكية، وذلك على الرغم مما أعلنه أوباما فى برنامجه الانتخابى أنه فى الفترة القادمة سيسعى لبناء جسور من التواصل مع المنطقة العربية بشكل عام ومصر بالطبع سيكون لها نصيب بحكم دورها الاستراتيجى وموقعها، بالإضافة إلى حديث وزيرة الخارجية الأمريكية أمام لجنة العلاقات الخارجية والتى أكدت دور مصر الرائد فى المنطقة العربية.
وأضاف «مهنا» أن أوباما غالبا سيركز بشكل أساسى على الإصلاح الاقتصادى الأمريكى وسبل مواجهة الأزمة العالمية الطاحنة بمساعدة مجموعة من الاقتصاديين اللامعين فى إدارته،- ومحاولة توجيه الاقتصاد لخلق فرص عمل داخل أمريكا والحد من العمالة الخارجية. ويأمل »مهنا« أن تسعى الإدارة الأمريكية الجديدة لإتمام اتفاقية التجارة الحرة مع مصر بهدف زيادة حجم الصادرات المصرية لأمريكا من 3 مليارات دولار إلى 5 مليارات.
وبخصوص ملف المساعدات الاقتصادية لمصر، أشار «مهنا» إلى أن الإدارة القديمة لم تفلح فى وقف المساعدات بشكل نهائى والتى تمثل علاقة استراتيجية بين الدولتين أكثر من كونها مساعدات اقتصادية، أما الإدارة الجديدة فقد تستطيع تعديل شكلها أو برامجها بشكل يرضى الطرفين. ونفى «مهنا» أن تكون المساعدات ورقة ضغط على السياسة المصرية سواء فى شكلها الحالى أو المستقبلى لكونها لا تتعدى 200 مليون دولار بما يمثل إنتاج أحد المصانع المصرية فى عام واحد.
واتفق معه فى الرأى رجل الأعمال محمد نصير الذى أكد أننا لا نملك إلا الدعاء لتحقيق الطموحات المصرية فى قدرة أوباما على التأثير بشكل فعال فى الاقتصاد المصرى - وحسب تقديره - فإن «أوباما» لن يستطيع فى المائة يوم الأولى النظر إلى الاقتصاد المصرى على سبيل المثال قبل إصلاح البيت الأمريكى من الداخل. وتمنى «نصير» تحسين الكثير من الأوضاع السيئة فى العلاقات الاقتصادية المصرية الأمريكية بدءا من إهمال اتفاقيات التجارة الحرة وقلة حجم التبادل التجارى الذى تأثر بفعل الأزمة العالمية أيضا، وصولا إلى التغير فى شكل ومضمون المساعدات الأمريكية لمصر. وأكد «نصير» عدم رضاه عن الشكل الحالى للمساعدات الأمريكية التى تشبه الهبة، وتمنى أن تصبح مشاركة فعالة فى الاقتصاد حتى نستطيع أن نضع أنفسنا فى مصاف الدول المتحضرة.
وعلى عكس ذلك أعلن إبراهيم كامل، رئيس مجلس الأعمال المصرى الأمريكى السابق، تفاؤله الشديد بقدوم «أوباما» لما يتمتع به من رؤية متوازنة فيما يتعلق بأحوال العالم من حوله، وتمنى أن يوفق فى التصدى للأزمة المالية العالمية لما لها من تأثيرات سلبية مباشرة على الاقتصاد المصرى. وفيما يتعلق بمنطقة التجارة الحرة مع مصر، قال «كامل» لا نملك إلا التمنى، فقد كنا نتوقع الكثير فى السنوات الثمانى الأخيرة لكن للأسف لم نلمس شيئا حقيقيا بيننا وبين الولايات المتحدة اقتصاديا على الأقل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة