أسفرت قمة شرم الشيخ وقمة الكويت الاقتصادية عن تعهدات عربية ودولية بتقديم ملايين الدولارات لإعمار غزة. فضلا عن تعهدات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى بتحمل نسبة كبيرة من تكلفة الإعمار والدعم الإنسانى لسكان القطاع. كما أعلنت بعض دول العالم تقديم تبرعات مالية وإنسانية عاجلة لما بعد الحرب.
التراشق الإعلامى الذى بدأته حماس على لسان خالد مشعل، بمطالبة المجتمع الدولى بعدم تسليم الأموال للفاسدين. أثار تحفظات الجهات الدولية المانحة. حول لمن تعطى أموال إعمار غزة؟ فى الوقت نفسه من المقرر أن تبدأ جهود المصالحة الوطنية الفلسطينية برعاية مصرية فى القاهرة اليوم، الخميس. التفاصيل فى التقرير التالى.
قال السفير محمود شكرى، مساعد وزير الخارجية سابقا لليوم السابع، هناك خلاف حول الجهة التى ستتقاضى أموال إعمار غزة، وأعتقد أنه بعد الخلافات الفلسطينية بين فتح وحماس، وتبادل الاتهامات بالفساد خاصة من جانب حماس، أعطى نوعا من التشكيك لدى المجتمع الدولى فى مصداقية السلطة وحماس تجاه الحفاظ على المنح الدولية.
أضاف شكرى قائلا: ستكون هناك جهة ما دولية، قد تسمى بصندوق إعادة إعمار غزة، بإشراف دولى بالتنسيق مع جامعة الدول العربية ومؤسساتها، وقد طلبت القاهرة استضافت مؤتمر المانحين، ومن المقرر عقده قبل نهاية الشهر الجارى. وأشار شكرى إلى أن هناك لجنة من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى لإحصاء الخسائر وفرزها والتعامل مع كل حالة على حدة، خاصة الممتلكات التى تخص الجهات الدولية الإنسانية والمستشفيات والمدارس.
يؤكد د. جهاد عودة أستاذ العلاقات الدولية بجامعة حلوان، أن المجتمع الدولى لا يثق فى تقديم أية أموال لحركة حماس، وهذه كانت نقطة الخلاف من البداية عند وصول حماس للسلطة، فضلا عن عدم اعتراف الولايات المتحدة بحماس أصلا، وهذا سيخلق مشكلة تتمثل فى أن بعض الجهات قد تسلم الأموال للسلطة الفلسطينية برئاسة أبو مازن.
أضاف د. عودة قائلا: لا شك أن وجود حماس على رأس العملية السياسية فى غزة، واستمرار حصر القضية الفلسطينية فى معبر رفح والتراشق الإعلامى وتعنت الحركة، ووجود تأثيرات خارجية فى قرارها، سيشكل عقبات أمام إعادة إعمار غزة بل والقضية الفلسطينية بشكل عام فى توقيتها الراهن وظروفها الدولية التى تمر بها.
من جانبه يؤكد المفكر الفلسطينى عبد القادر ياسين، أن الحل فى تصريف الأموال، قيام حكومة وحدة وطنية، تراعى مصالح الشعب الفلسطينى، ولا تعمل من أجل مصالحها الشحصية وألا تكون منحازة للغرب أو الشرق، لأن ذلك سيضر بالقضية الفلسطينية. ويعيدها للمربع صفر.
وأوضح ياسين أن الصراع الفلسطينى الداخلى يضر بمستقبل القضية، داعيا إلى البعد عن الهوى، والعمل على تحقيق المصالحة الوطنية، والتفرقة بين المقاومة كحق مشروع والعمل السياسى وعدم خلط الأوراق بينهما.
غزة.. انتهت الحرب.. وبدأ الخلاف حول أموال إعادة الإعمار
الخميس، 22 يناير 2009 04:02 م
فتح أم حماس أيهما أحق بأموال إعادة الإعمار؟
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة