الحكومة عطلت الصنايعية 7 سنوات فهربوا إلى المهن الأخرى

عم رمضان الصوان والمعلم أحمد عطا: حق الانتفاع خرب بيتنا وحالنا واقف.. والفخار مبيستويش علشان مفيش غاز

الخميس، 22 يناير 2009 11:17 م
عم رمضان الصوان والمعلم أحمد عطا: حق الانتفاع خرب بيتنا وحالنا واقف.. والفخار مبيستويش علشان مفيش غاز رمضان يتلاعب بالفخار ويشكو ظلم الدولة لأبناء مهنته
محمد البديوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«الصانع المصرى أحسن صانع فى العالم بس مش لاقى إمكانيات, المغرب تدعم الفخار لكن كل حاجة عندك هنا بفلوس, ودخل المغرب من الفخار 5 أضعاف دخل مصر من السياحة, وفى الصين الطين ببلاش, المج اللى جاى من الصين بجنيه واحد يتكلف حرقه بس عندى جنيه, وتقولى عايزين ننافس العالم, إزاى.. إنسى!» إنها جمل طويلة مؤلمة تستطيع سماعها على ألسنة جميع العاملين فى قرية الفخارين.

عم رمضان الصوان يحكى عن تاريخه الطويل مع المهنة, قائلا: ورثتها أبا عن جد, بدأت العمل فى سن السابعة ولم أكمل دراستى, ومررت بثلاث مراحل.. الأولى تعلمت كيف ألف الطينة, وأنقل القلل من أمام الصنايعى, واستمرت هذه المرحلة لمدة عام, وفى المرحلة الثانية حاولت التعلم على الدولاب, واستمرت لمدة عامين أو أكثر. أما المرحلة الثالثة فكانت تصنيع «نص قلة», وبعد ذلك تأهلت للعمل على الدولاب لمدة سنتين لأكمل السادسة عشرة من عمرى, وحملت لقب أصغر صنايعى فخار بسبب مهارتى, وكان الفخار وقتها يحرق بالقش.

فى عام 2000 وعندما قررت الحكومة هدم المنطقة بسبب تجديد مجمع الأديان, وقف المواطنون أمام المحافظ وشرحوا له ظروفهم وعملهم.. يقول المعلم أحمد عطا: وقتها كان يزيد عددنا على 5 آلاف شخص بين صانع ومستورد ومورد وسائق, لم نشك من الفقر، ولا من «العوزة» وأزيلت المنطقة لعمل إحلال وتجديد. وفى ذلك العام قالت الدكتورة منى زكريا- استشارى المشروع- أن الناس لو بنوا المشروع بأنفسهم فسيبنى بطريقة عشوائية بما يسىء لمجمع الأديان, لذلك لابد أن يتم البناء بمعرفة وزارة السياحة. وتم تخصيص الأرض بأسماء منتفعيها وبناء 30 ورشة على أن يتم التسليم خلال عام.. مر عام، وثلاثة أعوام دون جدوى.

انتهى المشروع بعد 7 سنوات, وأصبح هناك 30 مكانا جاهزا للعمل فى مظهر حضارى جميل وبديع, ولكن لا أحد يعمل فى هذه الورش (ولن يعمل أحد) فمرور 7 سنوات على أكثر من 5 آلاف عامل بالفخار, تكفى لكى يصرفوا كل أموالهم التى ادخروها من صناعتهم, واللجوء إلى مهن أخرى, وكان لا ينبغى أن تفرض الحكومة عليهم «حق انتفاع» , لأنها هى التى تأخرت فى تسليم الأرض, ولأنهم لم ينتفعوا منها بشىء. المعلم أحمد عطا يقول: تم بناء القرية من جديد, وتم تجهيز أفران تعمل بالغاز الطبيعى والكهرباء, لكن الأفران تستهلك كميات كبيرة من الكهرباء، مما يؤدى إلى عدم أخذ الفخار حقه من التسوية.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة