رفيق الصبان

شعر وموسيقى

الخميس، 22 يناير 2009 11:22 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تجربة فذة ومثيرة بكل المقاييس هذه التى قدمتها دار الأوبرا المصرية الأيام الماضية تحت عنوان «الشعر العربى على أنغام موسيقية» والتى أشرف عليها ونظمها وألقى أشعارها بالعربية الدكتور محمد خليفة بمصاحبة عازفة بيانو ألمانية معروفة هى لورا فيلدمان. هذه السهرة الموسيقية التى تعاونت فيها الأوبرا مع السفارة الألمانية بالقاهرة تقوم على تقديم قصائد شعرية عربية منتقاة يلقيها بالعربية الدكتور محمد خليفة وبالألمانية الدكتور ديسا النجار بمصاحبة مقطوعات موسيقية منتقاة من موسيقى باخ وشوبان ورخمانيون وشومان وشوبرت ودبيوسى.. وكان ختام السهرة غناء أوبراليا لنسمة محجوب لقصيدة جوتة الشهيرة عن النبى محمد والتى قام بترجمتها وتلحينها الدكتور خليفة بنفسه. مثل هذه التجارب التى يختلط فيها الشعر بالموسيقى «ليست غريبة على المحافل الأوروبية ولكن الجديد والمثير فى تجربة الدكتور خليفة.. هى هذا المزج الثقافى بين أشعار عربية وألحان كلاسيكية أجنبية تعزف عزفا حيا بينما يتبارى صوتان بإلقاء الأبيات بالعربية والألمانية.

القصائد التى قدمت.. كانت مختارات من روائع قصائد الشعراء العرب المعاصرين.. بدءا من «جبران خليل جبران ومرورا بمحمود درويش وفاروق جويدة وعادل شولى وفؤاد رنقة وحسن كامل الصيرفى.. بالإضافة إلى القصيدة المشهورة التى كتبها شاعر الألمان الأكبر جوته «عن النبى محمد».. والتى اختلفت عن باقى القصائد.. اذ قامت بأدائها غناء مطربة أوبرالية شابة هى نسمة محجوب. المهم فى هذه السهرة إلى جانب المتعة الحقيقية الاستماع إلى أداء مبهر من عازفة البيانو الألمانية لورا فيلدمان.. إلى الإلقاء الرصين المتوازن الشديد التأثير من كل من المؤدى العربى أو المؤدى الألمانى هو هذا الترابط المؤثر بين الثقافة العربية والثقافة الأوروبية من خلال ما تقوله الموسيقى وما تعزفه الكلمات. بل إننا كنا نشعر أحيانا وكأن موسيقى كلود دبيوس مثلا، قد ألفت خصيصا لتصاحب قصيدة جبران الشهيرة «أعطنى الناى وغنى».. أو أن محمود درويش كان يفكر فى «رومانس شوبان» وهو يكتب أبيات قصيدته «أريد مزيدا من العمر».

فى سهرة كهذه تتوفر المتعة الثقافية البحتة إلى جانب المتعة الموسيقية خصوصا أن الألحان الموسيقية المختارة من أعمال كبار الموسيقيين كانت تتم بواسطة عزف موسيقية موهوبة.. عرفت كيف توظف فنها الكبير لخدمة هذا المشروع الثقافى والفنى الذى يمكن استغلاله ثقافيا إلى أبعد الحدود.. والذى يصل بببساطة وتأثير بين الثقافات المختلفة.. ويتسلل إلى القلب عن طريق مفروشة بعبق ورائحة الورد. الشكر كل الشكر لدار الأوبرا التى فتحت أبوابها واسعة لمثل هذه التجربة المثيرة التى كم أتمنى لو تكررت على نطاق واسع.. للتعريف بروائع قصائدنا الشعرية «عن طريق الموسيقى» وأن نبنى بواسطتها جسرا ثقافيا متينا يصل بين الشرق والغرب.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة