أثار المؤلف محسن الجلاد جدلا واسعا حول مصداقية ثورة 23 يوليو وإيجابياتها بعد اعتذاره عن كتابة مسلسل "السادات"، الذى تدور أحداثه عن الثورة وفترة حكم السادات، حيث وقف الجلاد بمثابة هادم المعبد، فبعد أن قدس المصريون الثورة واعتبروها السبب الرئيسى فى تحريرهم من عبودية الملكية، اعتلى الجلاد المنصة ليؤكد أن المصريين خسروا الملكية ودمرتهم الثورة، فقابلته اليوم السابع لكى يوضح وجهة نظره.
ما رأيك فى فيلم السادات؟
الفيلم كان فى مجمله "جميل" لكن الفيلم لم يعرض آثار الثورة على مصر، لأنه تحدث عن السادات فقط، إضافة إلى أن المؤلف صاغ الفيلم وفقا لما حصل عليه من معلومات فقط.
هل تعتقد أن أسرة السادات تدخلت فى كتابة السيناريو؟
لا، لأن مؤلف الفيلم محفوظ عبد الرحمن لا يقبل بمثل هذه الأمور مطلقا.
ما رأيك فى عصر جمال عبد الناصر؟
أصفه بالعصر "المظلم" كما أنه أخّر مصر كثيرا لعدة أسباب، منها كثرة الاعتقالات لمختلف التيارات التى حدثت بعهده على عكس عصر ما قبل الثورة، والاقتصاد الذى أهدره على حرب اليمن، إضافة إلى تأخّر البلد بعد أن كانت مرشحة لأن تكون من الدول المتقدمة هى واليابان بعد الحرب العالمية الثانية.
ما هو الاختلاف بين عصر السادات وعبد الناصر؟
اختلاف واضح وحقيقى، فالسادات كانت لدية نية حقيقية للإصلاح والارتقاء بالبلد، ولكن لم تتح له الفرصة وذلك لاغتياله بعد الحرب مباشرة مما لم يعطه الوقت لتقديم ما يريده.
ما رأيك فى مصر الآن؟
حتى الآن لم نصل لديمقراطية ما قبل الثورة، ولكى نعرف حال البلد الآن علينا سؤال رئيس الوزراء والمواطن العادى وأكبر رأس فى الدولة سؤال واحد هو "البلد رايحة على فين؟"، وأؤكد أنه لا يوجد من يمتلك إجابة هذا السؤال، فمصر أصبحت مجتمعا عشوائيا وفوضويا، وانظر إلى ميزانية أصغر نادى رياضى فى مصر تجدها أكبر من ميزانية البحث العلمى، مما يجعلنا نعانى من حالة تدهور عامة فى مختلف المجالات.
لماذا لا تقدم مسلسلا عن الآثار السلبية لعصر الثورة؟
أفكر جديا فى هذه الخطوة وسأقدمها من منطلق "ماذا لو لم تنجح الثورة؟".
ماذا تفعل فى احتفال عيد الثورة؟
مثل كل مواطن مصرى أجلس بالبيت وأحيانا أخرج مع أسرتى للاستمتاع بالإجازة فقط.
ما الفرق بين الملكية والجمهورية فى مصر من وجهة نظرك؟
الفرق واضح من خلال الحياة البائسة والفقيرة التى يعيشها الأمير أحمد فؤاد بن الملك فاروق ورئيس عرش مصر، وبين الحياة الفارهة التى يعيشها أبناء وأحفاد عبد الناصر والسادات ومبارك.
ألا ترى أنك ميال للملكية؟
ولماذا نكره الملكية إذا كانت تتميز بالديمقراطية وتوفر تداولا للسلطة، فالملك يملك ولا يحكم مثل ملكة بريطانيا، والدليل على ذلك عند زواج الملك فاروق من الملكة "كاريمان" طلب سلفة تقدر بـ80 ألف جنيه للإنفاق على حفل الزفاف ورفضت الحكومة طلبه.
ألا تخشى من رد الفعل تجاه أرائك؟
أطلب من أى أحد قبل الحكم على كلامى التفكير فى حال مصر قبل وبعد الثورة، فالقاهرة كانت من أجمل عواصم العالم ونافست روما فى الجمال، كما اختفى جمال التعامل بين المواطنين، فالشعب المصرى قبل الثورة كان يمتلك ما يسمى بالبروتوكول وهو ما اختفى بعد الثورة.
ما هى ثورة 23 يوليو من وجهة نظرك؟
ثورة 23 يوليو لم تكن غير انقلاب عسكرى، فأين المبادئ التى تحدثت عنها الثورة؟ أين الإنسان المصرى المتحضر؟
الدول المتقدمة تعتبرنا عالما ثالثا، وأنا أرى أننا أدنى من ذلك.
باختصار ما هى أهم مظاهر تدمير الثورة لمصر؟
قبل الثورة كانت إنجلترا مدينه لمصر والآن العكس.
الثورة البشرية التى حدثت فى مصر اتُهمت بأنها انفجار سكانى ولم تُستغل.
إن كان هناك من يتهم الملكية بعدم ترك الملك للحكم إلا بعد موته فماذا حدث بعد انتهاء الملكية فى مصر؟
المؤلف محسن الجلاد يثير جدلا واسعا حول مصداقية ثورة 23 يوليو