فتحى الصومعى يكتب:

شكرا خالتى غزة

الثلاثاء، 20 يناير 2009 11:12 ص
شكرا خالتى غزة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
آمنت أخيرا والفضل لمحرقة غزة، آمنت بأن العرب متخصصون فى إضاعة الفرص التى تأتيهم على أطباق من ذهب، حيث إنه كان باستطاعتهم توظيف عمليات إبادة الفلسطينيين على أيدى الصديق الإسرائيلى، لتكون رافدا هائلا للعملة الصعبة وذلك ببيع الأعضاء البشرية بدلا من مواراتها التراب فى جنازات جماعية، وعندها ربما تقدمنا بالشكر لإسرائيل التى ساهمت فى إعادة البسمة إلى شفاه مئات المرضى المستفيدين بهذه الأعضاء، ولكن ما نخشاه أن يخرج أعداء النجاح ليثيروا البلبلة فى شرعية نقل الأعضاء بين مختلف الأديان والطوائف، حيث سنجد جبهة تحرم نقل عضو من ميت سنى إلى مريض شيعى لأن إيران تهدد الحدود الشرقية لمصر والشرقية للعراق والشرقية لتونس والشرقية للدخان، كما أنه ربما يتم نقل أعضاء ولا نعرف إلى أى دين أو طائفة ينتمى المولود، وهنا نجد أن الشوكلاتة ساحت والقضية راحت مطرح ماراحت، فنقول عندها أن حرق الفلسطينيين أرحم من الاستعانة بأعضائهم البشرية، فى حين أنه كان باستطاعة الإسرائيليين تجنب الخسائر المادية التى تكبدتها خزانتهم فى هذه المحرقة وذلك بمنح الفلسطينيين مبالغ مالية تكفيهم لإقامة وطن قومى لهم على القمر، وطن ينعم بالأمن والأمان والرفاهية، مبالغ لا تساوى نصف تكلفة الحرب المحرقة، ولكن ربما اعترض العديد من الحكام العرب على هذا الأمر، ليس حقدا وحسدا، ولكن لأن انتهاء المشكلة الفلسطينية يحرم هؤلاء الحكام تقديم خدمات جليلة للسيد الأمريكى، ويحرم الحكام ثواب المساعدات التى تقدم للشعب الفلسطينى المحاصر والجائع والجريح، وربما انتهاء القضية وحلها يهب إخوان غزة فرصة إعادة ترتيب أوراقهم وقواتهم فينقضوا على البقية الباقية من الكرة الأرضية وكرة القدم ويحتلونها، ذلك فى وقت تمنى فيه بعض الحكام انتهاء القضية الفلسطينية، فلا تجد قناة الجزيرة مادة إخبارية وإعلامية فتتوقف عن البث، وبالتالى تختفى قطر من على الخريطة، لأنهم يرون أن قطر من إنتاج قناة الجزيرة، كما أن وضع نهاية للصراع الفلسطينى الإسرائيلى يفقد الوزير أبو الغيط كل أصدقائه، وهم تسيبى ليفنى، فيضطر آسفا للعودة إلى الغيط يزرع ويحصد مستأنسا بصديقه الوحيد حينئذ وهو أبو قردان، هذا وإن كان للمحرقة الدائرة على أرض غزة من نتائج إيجابية نباهى ونفاخر بها، فإنه الاستخدام الجيد والمتميز لسلاح هو إنتاج عربى خالص تم استخدامه وعلى نطاق واسع، إنه سلاح الإعلام المعروف فى سوق السلاح بسلاح الكلام، حيث تم استخدامه على كل الجبهات والتى هى بطول الحدود العربية العربية، فالكل اتهم الكل بالخيانة والعمالة والانبطاح والخنوع والخضوع والعداء والدلدلة، ولذا لم يسلم مواطن عربى من الآثار المدمرة لهذا السلاح العربى الصنع، حتى أن إسرائيل شعرت بالقلق خشية أن تجد نفسها فى الساحة بدون أعداء تنكل بهم وتمسح دورة المياه بكرامتهم وتدوسهم بنعالها، إذ سيحقق العرب اكتفاء ذاتيا بحربهم لأنفسهم فلا يطلبوا منها تدمير أوطانهم، هذا وسيخرج الشعب العربى إلى الشوارع مطالبا حكامه ووزراء خارجيته والسياسيين والمحللين والإعلاميين بمواصلة حربهم الكلامية المقدسة للقضاء على العرب العاربة والمستعربة والمستهبلة والمتنيلة بستين نيلة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة