الجارديان: إسرائيل خرجت من حرب لا طائل منها مهزومة معنوياً

الثلاثاء، 20 يناير 2009 02:39 م
الجارديان: إسرائيل خرجت من حرب لا طائل منها مهزومة معنوياً الإحباط والهزيمة يطاردان الجيش الإسرائيلى رغم القتل البشع الذى مارسه ضد أبناء غزة
إعداد رباب فتحى عن الجارديان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من الناحية التاريخية، ليس من الممكن فصل هجمات إسرائيل الأخيرة ضد حماس فى غزة عن تاريخ الصراع الطويل بين إسرائيل وفلسطين، وما خلفه هذا الصراع من أسى وحزن فى المنطقة. أما من الناحية الجغرافية، فهذه الحرب التى شنتها إسرائيل على قطعة صغيرة من الأرض، لا يمكن فصلها كذلك عن المصالح الاستراتيجية للدول الأخرى، مثل سوريا ومصر والولايات المتحدة الأمريكية وإيران. هذا كله يجعل الأمر صعباً لتحديد متى بدأت الحرب ومتى انتهت، حتى مع إعلان إسرائيل وقف إطلاق النار من جانبها.

فهذه الحقيقة وحدها تبرز لماذا تمثل العملية العسكرية هزيمة منكرة لإسرائيل، وهى النتيجة المتوقعة، وذلك لأن مبدأ حل مشاكل الدولة الأمنية عن طريق استخدام قوة مفرطة من جانب واحد،لا يعبر سوى عن وهم الذات الذى يسيطر على الساسة الإسرائيليين. فكانت المشكلة الأمنية التى واجهت إسرائيل هى إطلاق حماس لصواريخها على الجنوب الإسرائيلى، فما كان من إسرائيل إلا أن أعلنت الحرب على حماس لتحل هذه المشكلة. ولم يسمح هذا التحليل لإسرائيل بأن تعترف، على الصعيد الإنسانى، بأن الحرب الشاملة ضد حماس فى غزة المتكدسة بالسكان، هى بالضرورة حرب على المواطنين الذين يعيشون على أرض القطاع.

ولكن ما حدث هو أن الحملة الإسرائيلية فشلت بكل المقاييس، وستصر السلطات الإسرائيلية أنها قد أحدثت صدعا كبيرا فى جناح حماس العسكرى، وأنها "حدت" من قدرتها على إطلاق الصواريخ. ولكن أليس الهدف الرئيسى والظاهرى من هذه الحرب هو "تدمير" قدرتها نهائياً؟ وكذلك ستدعى إسرائيل أن حملتها قد كشفت بوضوح تخلى العديد من العواصم العربية عن حماس، وأن وضع حماس كسلطة حاكمة فى غزة قد تم تقويضه، وأن حماس ليس أكثر من مجرد عميلة "إرهابية" تعمل لصالح سوريا وإيران، الدولتين اللتين تمداها بالسلاح.

ولكن ما يدعو للمفارقة، هو أن عشوائية الجيش الإسرائيلى الوحشية قد عززت من وضع الحركة الإسلامية حماس، التى تعتبر أداة المقاومة الفلسطينية المفضلة فى مواجهة الاحتلال الإسرائيلى.

من جهة أخرى، يضمن مركز حماس الجديد عودة موجة العنف وينذر برد فعل مسلح، بشكل من الأشكال، من قبل الجانب الفلسطينى، سواء كان عبر إطلاق الصواريخ أو شن هجمات إرهابية على الأراضى الإسرائيلية. وربما تكون قدرة حماس العسكرية قد ألحق بها ضرر بالغ. وعلى الرغم من أن إسرائيل قد فرضت سيطرتها الكاملة على حدود غزة الخارجية، إلا أنها لن تقدر على منع تهريب الأسلحة ووضع حد لها، لذا ستتمكن، للأسف، حماس من إعادة تسليح نفسها سواء تم التوصل إلى اتفاقية وقف إطلاق النار أم لا.

وأيضا لن تقدر إسرائيل على نقد دعم كل من سوريا وإيران المتزايد "للإرهاب"، فى ظل الغضب العالمى العارم إزاء اللامبالاة الإسرائيلية فى التعامل مع أرواح المدنيين الفلسطينيين. وانسحاب إسرائيل وإعلانها وقف إطلاق النار، من المحتمل، أن يساهم فى ظهور أدلة جديدة على ارتكابها جرائم حرب ضد سكان القطاع.

وقد دافع دائماً حلفاء إسرائيل فى الغرب، وتحديداً، الولايات المتحدة الأمريكية عنها، حيث إنها الدولة الديمقراطية الوحيدة المحاصرة بين نظم استبدادية ديكتاتورية وإرهابيين. نعم، يتمتع المواطنون الإسرائيليون بقدر كبير من الحرية السياسية والاجتماعية فى ظل الحكومة الإسرائيلية، ولكن هذا لا يعنى أنها دولة لا تستطيع ارتكاب فظائع وحشية ضد الفلسطينيين. والحقيقة أن ديمقراطية إسرائيل ليست سبباً لرفضها المباحثات مع حماس، وكان لابد من أن تدرك إسرائيل هذا قبل شن حربها الوحشية، التى لا طائل منها.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة