عم محمود تنقل بين العديد من الأعمال، تباع على عربات النقل، وعامل بالنفر فى الأيام التى لم يجد فيها عملا .. ومنذ عشرين عاما بدأ العمل فى جمع القمامة عن طريق جار له، ووجد دخلها المادى معقولا، وقتها ظل يبحث طويلا عن فتاة ترضى بالزواج من زبال، وتكون كما وصفها «من بيت كويس.. يعنى بنت ناس.. وعايزه تعيش»، بالإضافة إلى أهم ما يريده، ألا تحتقر مهنته.
أكثر من بيت دخله عم محمود، يطلب يد ابنتهم.. ولكنه وجد نصيبه أخيرا فى إحدى قريباته، بعد أن وجد فيها نعم الزوجة بالنسبة له، فتزوجا وعاشا سعيدين، ولم يكن يعكر صفو حياتهما سوى أن أبناءه الأربعة، يتوفون قبل أن يكمل أحدهم عامه الثانى، وكان هذا الابتلاء من الله، بسبب عيب خلقى فى القلب لعوامل وراثية. «لما الدكتور قال لى، إن سبب موت الأولاد الثلاثة والبنت، هو زواجى من قريبة لى، ندمت أنى تزوجتها، لكن رجعت واستغفرت ربنا، حتى رزقه الله بابنته الأخيرة، فيقول «سميتها سلمى علشان تسلم من كل سوء»، وكانت سعادة عم محمود كاملة عندما أخبره الطبيب بأن قلبها سليم. ولكن رجع الهم يسيطر عليه من جديد مع اقتراب بلوغها عامها السادس، ودخولها المدرسة هذا العام، فهو خير من يعلم أن نظرة الناس التى تجاهلها طويلا، ستلاحق ابنته التى هى كل دنياه.
سألنى عم محمود سؤالا يشغل باله «تفتكر يا أستاذ لو ربنا مد فى عمر، بنتى مش ح تستعر منى لما تكبر؟.. كان سؤال عم محمود أصعب من قدرتى على الإجابة، لكننى اكتفيت بأن أقول له: «أكيد كفاحك ده يشرف أى حد يا عم محمود».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة