بمناسبة أعياد الكريسماس وعيد الميلاد المجيد، نشرت صفحة مصريات على موقع مكتبة الإسكندرية محاضرة للدكتور عبد الحليم نور الدين، أستاذ اللغة المصرية القديمة بجامعة القاهرة ومستشار مدير مكتبة الإسكندرية، بعنوان: "محطات على طريق رحلة العائلة المقدسة إلى مصر"، والتى أعدها للنشر الباحث مهاب درويش.
تعد رحلة العائلة المقدسة التى اختارت مصر لتبحث فيها عن الأمن والأمان الذى غاب عنها باضطهاد الرومان وملاحقتهم لها، من أبرز الأحداث الدينية التى جرت على أرض الكنانة. ولقد اختص الله سبحانه وتعالى مصر بأحداث ارتبطت بالأديان السماوية الثلاث؛ فعلى أرض سيناء كلَّم الله سبحانه وتعالى سيدنا موسى عليه السلام، واختار الله سبحانه وتعالى سيناء معبرًا للجيش الإسلامى الذى فتح مصر، كما اختار سيناء كذلك كى تكون إحدى مواقعها محطة للعائلة المقدسة، وهى منطقة تل الفرما "بلوزيوم بالقرب من القنطرة شرق". واختيار الله سبحانه وتعالى لأرض مصر لكى تشهد هذه الأحداث الدينية هو بمثابة تكريم لها.
ويعتبر مجئ السيد المسيح عليه السلام والعائلة المقدسة إلى مصر فى يوم الرابع والعشرين من شهر بشنس (1يونية)، بمثابة عيد تحتفل فيه الكنيسة القبطية بدخول السيد المسيح إلى أرض مصر، وهو من الأحداث المقدسة التى جرت على أرض مصر فى تاريخها العريق، فبقدسية النبوة خرج النبى السيد المسيح منطلقاً من بيت لحم، ليلتجئ إلى أرض مصر.
ويحدثنا أشعياء النبى فى سفره الإنجيلى عن هذه الرحلة المقدسة فيقول: "هو ذا يسوع راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مصر، فترتجف أوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر داخلها"، وهذا ما حدث فعندما كان السيد المسيح يدخل أى مدينة فى مصر، كانت الأوثان تسقط فى المعابد وتنكسر، فيخاف الناس من هذا الحدث غير المألوف ويرتعبون.
وقد أعطى دخول السيد المسيح أرض مصر بركة كبيرة لأرضها وشعبها، فبسببها قال السيد المسيح "مبارك شعبى مصر" (أش 19 : 25)، وبسببها تمت نبوءة أشعياء القائلة: ".. يكون مذبح للرب فى وسط أرض مصر" فهو مذبح كنيسة السيدة العذراء مريم الأثرية بدير المحرق العامر، حيث مكثت العائلة المقدسة فى هذا المكان أكثر من ستة شهور كاملة، وسطح المذبح هو الحجر الذى كان ينام عليه المخلص الطفل. ويقع دير المحرق فى منتصف أرض مصر تماماً من جميع الاتجاهات، كما كثرت فى أرض مصر على امتدادها الكنائس، خصوصاً فى الأماكن التى زارتها العائلة المقدسة وباركتها.
كريمة هى أرض مصر.. وعظيمة مباركة أرضها برعاية الله لها سبحانه وتعالى بكتبه السماوية، وذكره لها فى القرآن والإنجيل "مبارك شعبى مصر" من "أشعياء 19:25"، وفى القرآن الكريم "ادْخُلوُا مِصْرَ إنْ شَاءَ اللهُ آمنين" من"سورة يوسُف الآية 99"، و"اهبطُوا مصْراً فَإنَّ لكُم مَا سَأَلتُم" من"سورة البقرة الآية61" من القرآن الكريم.
على موقعها الإلكترونى..
مكتبة الأسكندرية تنشر محاضرة عن رحلة العائلة المقدسة
الجمعة، 02 يناير 2009 09:37 م