أعلن بعض شعراء جيل التسعينيات تمردهم ضد سياسة الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى بسبب مؤتمر الشعر العربى الذى سيقام فى مارس المقبل، وعزموا على تنظيم مؤتمر للشعر البديل يعقد فى نفس فترة "مؤتمر حجازى" كما أطلقوا عليه، فقد قال الشاعر فارس خضر إنه سيتم تشكيل هيئة تنفيذية مفتوحة لجميع الشعراء الراغبين فى تقديم أفكارهم واقتراحاتهم لتنفيذ برنامج المؤتمر البديل.
نشأت هذه الفكرة بشكل تلقائى من مجموعة كبيرة من شعراء التسعينيات لمواجهة ما أسموه "بإقصائهم الدائم" من فعاليات المؤسسة الثقافية لدرجة أن أصبح السكوت على ذلك يعتبر عارا كما يقول الشاعر فارس خضر، مما جعل هذه المجموعة تقرر بشكل جماعى أن تنظم مؤتمرا يمثل الشعر المصرى بصدق أكثر من المؤسسة فى الفترة الراهنة بكل تجلياتها وتياراتها دون الانحياز إلى شكل أو تيار معين.
قال الشاعر فارس خضر إن المؤسسة صار لديها حواريوها وهم مجموعة محددة من الشعراء عديمى الموهبة، وأضاف أن هذه الأسماء يتم التكريس لها باعتبارها واجهة الشعر المصرى، ولذا صار اعتقاد دائم أن مصر لم يعد بها شعر، وأن التيارات العربية الجديدة تفوق فى تفاعلها مع الشعر العالمى مصر بمراحل، نتيجة حالة الإقصاء المستمرة وحالة الجمود المتحجر التى تعيشها لجنة الشعر، وأكد فارس خضر أنه سيتم توجيه الدعوة إلى كل المشاركين فى المؤتمر الرسمى سواء من الشعراء المصريين أو العرب بما فى ذلك الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى نفسه رئيس لجنة الشعر.
ندوات مفتوحة ومتنوعة سيتم عقدها لمدة 4 أيام فى نفس موعد مؤتمر الشعر الرسمى، ولا زال الشعراء فى انتظار موعد المؤتمر الرسمى لوضع خطة "البديل" على أساسه، ومن المقرر أن تتوزع فعالياته فى أكثر من حزب مصرى وأماكن ثقافية مختلفة حتى لا يتم صبغه بصبغة سياسية محددة، كما سيتم دعوة شعراء عرب لإرسال قصائدهم "مسجلة صوتيا" وبياناتهم والتى سيتم إذاعتها خلال الجلسات وبعدها، مع إمكانية حضور بعضهم ولكن دون تحمل المؤتمر لأى تكاليف مادية.
يضم المؤتمر المزمع عقده ضمن المشاركين، شعراء تفعيلة وعمودى ونثر، ليكرس الانحياز إلى الشعر الحقيقى بعيدا عن الانحياز إلى تيار أو شكل معين، وأكد فارس خضر أنه سيتم عقد ورش عمل لمناقشة القضايا الأدبية الراهنة، رافضا أن يقام من قبل المؤسسة مؤتمر عام للشعر على جثة الشعر.
نفى الشاعر أسامة الحداد أحد منظمى المؤتمر البديل، ما تردد أنه تم تحديد المكان، وأكد أنه سيكون مؤتمرا للشعر الحقيقى ـ على حد قوله ـ ولكن لن ينظم كعمل وقتى انفعالى أو بصورة أننا ضد النظام والمؤسسة، وقال إنه لم يستقر بعد على المكان والموعد ولا خطة العمل، وإنما هى اقتراحات وأفكار لم تدخل حيز التنفيذ إلى اليوم، وما زال هناك أكثر من شخص يفكرون فى هذه الاقتراحات.
كانت بعض الجرائد نشرت أن عاطف عبد العزيز وعلى منصور يشاركان فى مؤتمر الشعر الذى ينظمه المجلس وهو ما نفاه الشاعر عاطف عبد العزيز مؤكدا أنه لم يدع مطلقا إلى المؤتمر لا هو ولا الشاعر على منصور، وأنه سيشارك فى المؤتمر البديل المزمع عقده، ورد عاطف على ما قيل عنه "بأنه من الأطراف المهادنة للمجلس الأعلى للثقافة ولجنة الشعر"، قائلا "لا علاقة لى على الإطلاق بالمجلس ولا تربطنى أى صلة بأى أحد من أعضاء لجنة الشعر، وأنا انتقدت لجنة الشعر فى آخر حوار معى بالقناة الثقافية، فكيف يقال هذا الكلام؟".
وقال عاطف أن المقصود بهذا الخبر هو إثارة نوع من الفتنة داخل الجيل الواحد. الشاعر محمود قرنى قال إن الرؤية غير واضحة بعد، وأنه تمت دعوته لمؤتمر الشعر فى دورته الماضية، وتم الاعتذار له قبل المؤتمر بـ "24 ساعة"، وقال إنه تم إبلاغه بأنه مشارك هذا العام وإن لم تصل إليه دعوة رسمية بعد، وأنه سيقرر بعد وصولها هل سيشارك فى المؤتمر أم لا؟
قرنى أكد أنه سيشارك فى المؤتمر البديل، مؤكدا أن المؤسسة تقوم بممارسة مستمرة ومستقرة لديها تقوم من خلالها بتهميش التيارات الجديدة والطليعية، رغم تشكل شعراء لديهم مرجعية خاصة ومشاريع شعرية واضحة، ولكن المؤسسة مازالت على موقفها المعادى للتجديد. قرنى أضاف أن لجنة الشعر بشكلها الحالى إنما هى تعبر عن حالة قديمة بأكثر مما يعبر عن حداثتنا الشعرية، ولذا من الطبيعى إقصاء التيارات الجديدة، ولذا هو مع تشجيع المحاولات التى تستهدف كسر الإرادة المحافظة طالما توفرت الجدية وتوفر عليها شعراء يمثلون الشعر الراهن.