فى ندوة عقدتها دار العين بمناسبة نفاد طبعتها الأولى

"شديد البرودة ليلا" رواية لا تعترف بالحدود

الجمعة، 02 يناير 2009 11:07 م
"شديد البرودة ليلا" رواية لا تعترف بالحدود الكومى خلال الندوة
كتب وائل السمرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عقدت دار العين للنشر منذ أيام آخر ندواتها لعام 2008. لمناقشة رواية "شديد البرودة ليلا" للكاتب "وجدى الكومى"، وجاء هذا احتفالا بنفاد الطبعة الأولى للرواية واقتراب إصدار الطبعة الثانية المقرر طرحها فى الأسواق مع بداية معرض القاهرة للكتاب، وضمت الندوة كل من الناقد سيد الوكيل والروائى طارق إمام وأدارتها الدكتورة فاطمة البودى مدير عام الدار.

تحدث الوكيل عن طابع الرواية الذى لا يعترف بالحدود، فهناك تنقل كبير بين الأماكن والأحداث مثل حرب الخليج وغيرها، والراوى واع جداً بهذه الأحداث كأنه كان داخلها، وقال الوكيل "هناك لعبة جميلة تتم داخل الرواية، بمعنى أن الكومى لا يشتغل على نوع من المحاكاة للواقعة ولا حتى كنوع من التسجيل للحدث، مثل تعامل كبار الكتاب مع الأحداث الضخمة.

ولكن مهارة الكومى مكنته من التحليق فوق هذه الأحداث وعدم الالتزام بحرفية الواقع أو معطياته، مما أعطى الإحساس بأننا أمام واقع افتراضى، وعن التناص فى الرواية يقول الوكيل إنه ملمح هام جداً، والتناص عموماً أصبح مهما جداً فى الرواية ما بعد الحداثية، حيث يتم استبدال التأليف به.

وهذه الفكرة تقول إن العالم موجود ومركب وما نظنه واقعا هو صورة للواقع، فكل حدث تتناوله الفضائيات؛ وكأن الميديا هى التى تملى على الناس صورة الواقع الذى لابد لهم أن يعيشوا فيه. ويضيف الوكيل أن الحدث الذى اختاره الكومى وهو حرب الخليج الثانية حدث مهم جداً فى التاريخ الحديث، حتى أن أحد كبار المهتمين بموضوع نهاية التاريخ وهو "فوكوياما" قد عده الحدث الأول فى سلسلة انتهاء العالم.

كما أكد الوكيل على فكرة التماهى فى الرواية، فرغم أن الكومى انطلق من حدث تاريخى، ولكنه لم يكن سجيناً لهذا الحدث، وهو ملمح ينسحب على كل الرواية، فهناك انتقالات كثيرة بين الأماكن على فترات زمنية متعددة. هذا التماهى يؤكد على ارتباك الهوية عند الراوى، وهذا السؤال _ أى سؤال الهوية _ هو سؤال حاضر فى الرواية منذ بدايتها.

أما الروائى طارق إمام فقال فى قراءة نقدية للرواية إنها "عالم جديد بالنسبة لى، فالسارد هنا يتحدث عن طريق ضمير الـ "الأنا" وهى مفاجأة لى حيث معتاد من الرواية التاريخية أن تكلمنى بضمير الغائب، فضمير الأنا يقربك من الكاتب، وهى مخاطرة أحسست بوجودها، ويضيف إمام "أن الحرب نفسها داخل العمل أصبحت أشبه بصورة، حيث حول الإعلام الواقع الذى نعيشه إلى واقع افتراضى، ومن هذا المنطلق توجد صورة الحرب فى الرواية".

وأشار إمام إلى حالة التدفق المعلوماتى الموجودة فى الرواية، فقد حرص الكومى على ذكر أنواع الأسلحة وما الذى يحدث عندما تقع القنبلة على مدينة إلى آخر هذه المعلومات المرتبطة شكلاً ومضموناً بحالة الحرب، وهى تفاصيل بذل فيها جهدا أضاف الكثير إلى الرواية بخلاف الجهد الإبداعى الملموس.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة