عم رجب (48 سنة) سائس، عمله هو مسح السيارات، وقدره الصبر على الابتلاء، سافر من المنيا إلى العراق ليعمل فى الصرف الصحى فى الغربة، ثم عاد إلى مصر ومعه تحويشة العمر 20 ألف جنيه.
بمجرد عودته تعرض ابنه أسامة إلى الإصابة بمرض الحمى الشوكية وعمره 40 يوما، مما أدى إلى ضمور فى أعصابه نتج عنه شلل رباعى لا علاج له، ليبقى بقية عمره حبيس كرسى متحرك.
الأطباء أجمعوا على أنه لن يستطيع السير على قدميه إلا بمساعدة جهاز أو مشاية أو كرسى متحرك، بعد أن حاولوا إجراء عملية توصيل أوتار إلى ذراعيه، حتى يتمكن من السير بمساعدة عكازين، إلا أن العملية لم تنجح، وأوصى الأطباء ببعض جلسات الكهرباء للمحافظة على العضلات الباقية من الضمور، وببعض الأدوية الأخرى التى تعمل على تنشيط المخ.
رحلة علاج طويلة خاضها عم رجب مع ابنه أسامة حتى وصل إلى الصف الرابع الإبتدائى، ولا يزال المشوار طويلا، فهو يتألم وهو يشاهد ابنه يزحف على بطنه للانتقال من حجرة إلى أخرى فى البيت، يقول: »لما ابنى يوصل لسن 20 سنة، محدش حيقدر يشيله أو ينقله إلى أى مكان، حيبقى تقيل حتى على اخواته، وقتها هيبقى صعب عليه الذهاب إلى المدرسة أو إلى أى مكان كما يفعل الآن، أنا بعت اللى ورايا واللى قدامى عشان أعالج ابنى، حتى الأجهزة اللى فى البيت بعتها.
عم رجب اختتم حكايته هكذا: «اللى نفسى فيه انى أشوف أسامة بيمشى، أنا عارف ان دى حاجة صعبة بس مفيش حاجة بعيدة على ربنا، وإذا ما كانش يبقى نفسى يكون لأسامة أى مصدر رزق لما يكبر، بدل ما اخواته يحسوا انه تقيل عليهم».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة