أيها الشعب... أبشروا... إننا من الشعوب الشابة!! مع الوضع فى الاعتبار أننى لا أملك مفهوما محددا لمعنى (الشباب)!!
إنه ليس وصفى أو حكمى الشخصى، لكنه إثبات علمى وفق دراسة علمية محددة استند فيها لما جاء فى أحدث تقرير سكانى صادر عن الجامعة العربية، وكما أوضح الدكتور محمد نجيب عبدالفتاح رئيس قسم الإحصاء الحيوى والسكانى بمعهد البحوث الإحصائية بجامعة القاهرة، أن مصر تعتبر حاليا من المجتمعات الشابة وفقا للمقاييس السكانية المتعارف عليها!!!
بصرف النظر عن التفاصيل الواردة فى البحث مثل أن عددنا- عدد سكان مصر- سيصل إلى 110 ملايين نسمة عام 2050، وأن ارتفاع نسبة كبار السن من6.2 % حاليا إلى 21 % فى عام2050 سيؤدى لتغيير الخريطة السكانية لمصر التى تتميز حاليا بارتفاع نسبة الفئات صغيرة السن - فإن كل ما يعنينى فى هذه الدراسة أننا بحكم العلم نعد مجتمعا شابا... !!!
كيف يجرؤ العلم أن يصف مجتمعنا بالشباب وشبابه منهوكون فى بطالتهم، أرهقت طاقاتهم من مجرد محاولة البحث عن وسيلة لسد الاحتياجات الرئيسية التى غالبا لا تسد؟!!
أى مجتمع شاب هذا تتحدث عنه الدراسات وهو مجتمع تحكمه الشيخوخة.. تحكمه الرجعية.. يحكمه العجز والكسل والإنهاك.. مجتمع تحكمه قيمة بائسة يرددها الصغير قبل الكبير: (أهى أيام وبنقضيها)-... وهو ما يتنافى تماما مع أى روح شابة... مجتمع تحكمه أخلاقيات سن المعاش... والمعاش كلمة من شقين (ما، عاش).. فلا هذا المجتمع أصبح قادرا على الحياة ولا هو مسجل فى دفتر وفيات الوطن.
عندما نتحدث ونجرؤ على وصف المجتمع بالشباب ونصف المجتمع لا يتحدث إلا عن قوت يومه وعن رغيف العيش الذى يثقله غلاء سعره... فلنستدع أولا ولنذكر أنفسنا ببعض المفاهيم عن كلمة شباب التى هى مرادف بسيط -إن لم تخنى ذاكرتى لمعان مثل:إرادة.. عزيمة.. دأب.. روح مغامرة وقتال.. حرية وقدرة على الإبداع.. تطوير.. انطلاق.. انفتاح.. علاقات صحية.. سيول من الأمل والطموح من الصعب تحجيمها.. رغبة حقيقية فى العمل وإثبات الذات.. طاقة حياة.. عناد.. تمرد.. قدرة على الرفض دون خوف.. قلوب قوية ورقيقة.. شباب قادر على أن يشب ويقفز فوق أى حواجز.. الشباب هو الذى لا يعرف الشيب ولا العجز.
تمر هذه المرادفات فى عقلى وأحاول بلىِّ الأذرع إقناعه بأنها تنطبق على شعبنا تماما فيستحق اللقب.. لكننى وبكل أسف أضبط نفسى متلبسة بضحكتى التى لا تميزها عن ضحكة عجوز متهكم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة