يقرأ ولا يكتب، ولم يتعلم فى المدرسة، وتم طرده من بيته، لأنه يحب الرسم، فهى المادة الوحيدة التى أحبها «أحمد عبد الوكيل أبو زيد» أو «أحمد الفنان» كما ذاعت شهرته فى الأماكن التى يتردد عليها، ولم يحب مادة أخرى غيرها، خرج من المدرسة قبل امتحانات الصف الثالث الإعدادى، ليصبح فناناً متعدد المواهب له ابتكارات تستحق التسجيل باسمه.
أحمد هو الرابع وسط أشقائه الخمسة, بدأ رحلة العمل مبكراً مع شقيقه الأكبر كمساعد مبلط, والنتيجة أنه رسب فى الشهادة الابتدائية ثم الصف الأول الإعدادى, واستمر فى عمله كمبلط لمدة ست سنوات كاملة، حتى طالب بأمواله من شقيقه، فضربه وطرده من البيت، وتكررت اعتداءات أخيه عليه حتى حكمت المحكمة على أخيه الأكبر بالحبس سنتين. عمل بعدها أحمد عاملا فى أحد مكاتب الديكور، ولم يتخل فى يوم عن موهبته فى الرسم، حتى اشتهر كعامل وفنان.
نقطة التحول فى حياة «أحمد» كانت إعلانا عن «مسابقة الأجيال» بالمركز القومى للفنون، قرأها ولم يجد فى الشروط ما يمنع اشتراكه بالمسابقة، لكن المهندس المسئول عن المسابقة قال له: «كيف ستشترك فى هذه المسابقة وأنت لا تحمل أى مؤهل أو خبرة؟», إلا أن رد أحمد كان جاهزاً: «ح اجرب». وبالفعل رسم لوحة بألوان المياه تعبر عن مصر الحضارة، ذيل بياناتها باسمه فقط دون ذكر لمؤهل أو اسم مشرف أو كلية كباقى المتسابقين.
فوزه بالمركز الرابع جعل شعورا بالظلم والإحباط يتسلل إليه, فقد كان طموحاً للفوز بالمركز الأول ,إلا أن مشاعره السلبية تلك تراجعت عندما شاهد إحدى المذيعات تقف إلى جوار لوحته منبهرة بها, وتبحث عن صاحبها الفنان، عندها فقط شعر بالرضا، ونسى أن جائزته كانت عبارة عن شهادة تقدير وألوان واسكتش, أما الفائزون بالمراكز الثلاثة الأولى فقد كانت جوائزهم السفر إلى فرنسا.
«رسم المراكب» كان إحدى محطات أحمد فى الرسم, شكل المراكب وتنوعها كان أكثر ما يلفت انتباهه فى الأفلام وعلى العملات, بدأ يرسمها بألوان الزيت: «كنت باخبط على الشقق واعرض عليهم رسوماتى وكان فيه ناس بتشترى»،.
تعددت محاولات أحمد للاستفادة من مواهبه ليصنع لعبة عبارة عن قطع يتم تجميعها بخمسين طريقة مختلفة تنتج خمسين شكلا جديدا، ولكنه فشل فى تسجيل براءة اختراع باسمه بسبب الإجراءات والرسوم التى يجب أن يدفعها عند تسجيل كل شكل من الخمسين.
وموهبة أحمد ليست الرسم فقط، ففى معرض للخط العربى أقيم عام 2000 فاز بجائزة وزارة الثقافة فى مجال الخط العربى لرسمه آية قرآنية على شكل طائر. أحمد لا يحلم بشىء سوى نقل خبراته للآخرين, وتكوين بيت وأسرة، يقول: «أنا داخل على الأربعين أهوه ولسه شكلها كده مافيش أمل».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة