شهدت قمة الكويت الاقتصادية تلاسناً بين سوريا ومصر، عندما تحدث الرئيس السورى بشار الأسد عما سماه بالتباس المواقف، والتشكيك فى شرعية المقاومة والعمل على إضعافها، بينما دافع الرئيس مبارك عن الموقف المصرى، الذى أدى إلى وقف إطلاق النار، وحقن الدم الفلسطينى. متسائلاً، هل الهجوم على مصر عودة إلى جبهة الرفض فى السبعينات؟
قال السفير سعيد كمال مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية سابقاً عضو منظمة التحرير الفلسطينية لليوم السابع إن الهجوم على مصر كان بدعوى كاذبة بالتآمر على الفلسطينيين، مضيفاً هل يعقل هذا؟
مصر التى قدمت التضحيات الكبيرة للشعب الفلسطينى لا تحتاج إلى تزكية من أحد، ولا تعدى على وزنها وثقلها السياسى.
أضاف كمال قائلاً، ماذا قدم هؤلاء للقضية الفلسطينية ليهاجموا مصر؟، مع تقديرنا لكل من سوريا والعراق والجزائر، ودعمهم فى الماضى للقضية، لكن ذلك لا يوازى تضحيات مصر. ويكفى أن الزعيم ياسر عرفات قال لى عندما قامت جبهة الصمود والتصدى ضد مصر فى السبعينات، إنها جبهة الخنوع والتردى، لأنها أرادات إسقاط السياسة المصرية والدور المصرى فى خدمة القضية الفلسطينية. وهو ما لم يحدث، واستمرت مصر تؤدى دورها فى دعم كفاح أبناء شعبنا فى سبيل قيام دولته الفلسطينية.
وأشار كمال إلى أن مصر دعت إلى اجتماع الفصائل الفلسطينية بالقاهرة الخميس القادم، وعرض ورقة لحقن الدم الفلسطينى والعودة إلى التهدئة ومعالجة ما بعد وقف إطلاق النار. مطالباً حماس بالالتزام بما تبذله مصر من جهود، حرصاً على مصالح شعبنا ووحدته وحقن دمائه.
مفاهيم متغيرة
يؤكد السفير محمود زهران مساعد وزير الخارجية السابق، أن هناك بعض الدول لا تريد لمصر أن تكون محور اهتمام العالم، وبالتالى فهم متضايقون من أى نجاح لمصر فى القضية الفلسطينية أو المصالحة السودانية. ويكفى أن قمة شرم الشيخ نجحت بسرعة غير متوقعة، بينما لم تنحج دولة مثل قطر فى عمل قمة غزة. والحضور الدولى والتمثيل على مستوى القادة فى شرم الشيخ وقرارات القمة تأكيد للدور المصرى.
أضاف زهران قائلاً، هناك مفاهيم تغيرت فى السياسة الدولية ورغم ذلك مازلنا نرى دولاً وأنظمة تعيش فى مناخ الماضى والشعارات مثل لا صوت يعلو على صوت المعركة، وهى دول لم تحقق لشعوبها تحرير الأرض أو التنمية المطلوبة.
من جانبه يؤكد د.أحمد ثابت أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن هناك ملاحظات على الدور المصرى فى أزمة غزة، ولذلك كان طبيعياً أن تشهد قمة الكويت تكريساً للانقسام العربى. ولذلك من الواجب دعم المصالحة العربية، وليس تعميق الفتن والخلافات والسباق على الأضواء، بما يضر القضية الفلسطينية. موضحاً أن الحديث عن إعمار غزة فى قمة الكويت الاقتصادية مسؤلية إسرائيل التى دمرت البنية التحتية للقطاع، وهى دولة الاحتلال. ومن الواجب على المجتمع الدولى محاسبتها، ولكن الانحياز الأمريكى الأعمى، يجعل ذلك الأمر مستحيلاً.
بعد التلاسن المصرى السورى فى قمة الكويت.. هل تعود جبهة الرفض؟
الإثنين، 19 يناير 2009 04:36 م