عاد يحيى كريم إلى حى الزيتون فى شرق مدينة غزة ليتفقد منزله، فإذا به يجده ركاماً بعد أن أتت عليه بالكامل غارة جوية إسرائيلية، فى حين بقيت أسرته فى مدرسة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا).
يمثل يحيى كريم أحد صور مأساة أهالى غزة جراء المجزرة الإسرائيلية، ويروى يحيى (54 عاماً) "جئت بعد الهدنة ووقف القصف، وكنت أنوى نقل عائلتى إلى المنزل .. لكننى لم أجد بيتى فقد دمر تماماً بالأثاث وبكل ما فيه"، مضيفاً "لا مأوى لى بعد اليوم .. هذه مجزرة ليس فقط ضد الناس بل أيضاً ضد البيوت والحجر والشجر .. ندعو الله أن يهزم اليهود"، وتابع "سأبقى أفراد عائلتى فى مدرسة الفلاح التابعة للأونروا".
ويقول عدنان أبو حسنة المتحدث باسم الأونروا، إن "50 ألف فلسطينى لجأوا واحتموا فى 50 مدرسة للأونروا حتى مساء السبت". وغادر بعض هؤلاء اللاجئين المدارس لتفقد منازلهم بعد إعلان إسرائيل وقف إطلاق النار من جانب واحد ليل السبت الأحد، وبعضهم لم يجد بيته.
بدورها اصطحبت أميرة حسن (27 عاماً) أطفالها الأربعة، فى محاولة منها للوصول إلى بيتها فى تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة، حيث دارت معارك عنيفة فى الأيام الماضية.
ورافق أميرة، التى ارتدت جلباباً أسود وحملت بين ذراعيها طفلاً لم يتجاوزه عامه الأول، شقيقها (17 عاماً) الذى حمل بعض الملابس، وسار الجميع مشياً على الأقدام مسافة زادت عن ألفى متر.
وعلى طول الطريق المؤدى من منطقة تل الهوى إلى حى الزيتون، لا يمكن للمرء إلا أن يلاحظ حجم الدمار الذى لحق بعشرات البيوت والمحال التجارية، إضافة إلى مئات الدونمات من الأراضى الزراعية.
وأحدثت الغارات الجوية وعمليات التجريف حفراً كبيرة فى وسط طريق صلاح الدين، الذى يربط بين شمال القطاع وجنوبه، والذى لا يزال مقطوعاً ومغلقاً بالدبابات التى أقامت موقعاً عسكرياً محصناً ومحاطاً بالتلال الرملية.
وفى بلدة خزاعة شرق خان يونس التى قتل فيها شاب فلسطينى بنيران الجيش الإسرائيلى صباح اليوم الأحد، لم يعثر محمد النجار على بيته الذى دمر بالكامل. ويقول النجار "لم أجد البيت .. بيتنا كان مكوناً من خمس طبقات .. لقد تغيرت معالم المنطقة برمتها .. دمروا كل المنازل، أكثر من عشرين منزلاً".
وبينما كان مسعفون ينتشلون عشرات الجثث لقتلى سقطوا فى القصف الإسرائيلى، غالبيتهم من المدنيين، وبينهم أطفال ونساء، خصوصا فى جباليا وبيت لاهيا، انشغل عمال فى إصلاح ما يمكن إصلاحه فى العديد من البيوت والمحال المتضررة. وتمكنت طواقم الإسعاف اليوم الأحد من الوصول إلى مناطق كان محرماً الوصول إليها، بعدما تراجعت الدبابات الإسرائيلية نحو المناطق الحدودية.
الدمار والخراب .. هو ما خلفته المجزرة الإسرائيلية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة