استمرار تدهور أسعار البترول وأوبك تبحث عن حل

مسلسل تدهور أسعار البترول مازال مستمرا، على الرغم من محاولات الدول المنتجة لخفض إنتاجها لتقليل المعروض من النفط، تقرير وكالة الطاقة الدولية الذى أكد على انخفاض الطلب على البترول فى 2009 نتيجة لحالة الكساد التى يعانى منها الاقتصاد العالمى، كما توقعت الوكالة استمرار انخفاض الطلب على الطاقة لمدة عامين متتالين على أقل تقدير، وكان لذلك التوقع أثر كبير حيث انخفض سعر البترول لحوالى 35 دولاراً مع تفاقم المخاوف من حالة الركود العالمى.

وائل قدور المحلل الاقتصادى توقع استمرار أسعار البترول فى هذا المستوى المتدنى، نتيجة لارتفاع المخزون الاستراتيجى لدى كبرى الدول المستهلكة للبترول ــ الولايات المتحدة والصين ــ ووجود فائض من الإنتاج فى الأسواق، كما توقع قدور انخفاض أكثر فى الأسعار، خاصة مع انتهاء فصل الشتاء وموسم استهلاك الطاقة فى التدفئة مع استمرار انخفاض النمو الاقتصادى العالمى.

ونتيجة لهذا الانخفاض فى الأسعار أعلنت ثالث أكبر شركة أمريكية ــ كونوكو فيلبس ــ فى قطاع البترول عن تخفيض العمالة لديها بنسبة 4% لمحاولة تعويض النقص فى الإمدادات المالية الناتج عن ضعف الأسعار، ويبدو أن هناك شركات أخرى ستحذو حذوها إذا استمر حال أسواق البترول على الوضع الحالى.

كان الخبراء العالميون صرحوا بأن إعادة أسعار البترول للارتفاع يحتاج الاقتصاد العالمى لوثبة حقيقية لتجاوز المحنة التى يمر بها، مؤكدين صعوبة ذلك فى ظل المعطيات الحالية، خاصة مع المزيد من التقارير الاقتصادية المتشائمة فى الولايات المتحدة، منها ارتفاع معدلات البطالة بأكثر من 45% فى ديسمبر الماضى مقارنة بالشهر الذى سبقه، ليصل عدد الذين فقدوا وظائفهم خلال شهر 693 ألف أمريكى، إلى جانب توقعات المزيد من التدهور للاقتصاد الأمريكى خلال 2009.

وأشارت تقارير لاحتمال اجتماع أوبك الشهر المقبل فى الكويت لمناقشة أوضاع السوق، ومحاولة تدارك هذه المعطيات التى تؤثر بالسلب الشديد على الأسواق، كما أشار لذلك محمود على خطيبى مندوب إيران لدى المنظمة.