مع تصاعد الأحداث الدامية فى غزة، واتسام الخطاب السياسى لبعض كوادر حماس وبعض الأنظمة العربية بالعدائية تجاه النظام المصرى، أثير الجدل حول ضرورة إعادة مراجعة الخطاب السياسى فى المواد الإخبارية، التى يعرضها قطاع الأخبار، وهو النافذة الرسمية للدولة. فهل واكب التحول فى المواقف السياسية للبعض تغيير بالضرورة فى العبارات المستخدمة فى البرامج والفقرات الإخبارية المصرية؟. للإجابة على هذا السؤال وغيره فيما يتعلق بموقف الإعلام الرسمى المصرى مما يحدث فى غزة كان لنا الحوار التالى مع عبد اللطيف المناوى رئيس قطاع الأخبار
هل انعكست المواقف السياسية لبعض أطراف الصراع الحالى فى غزة على أداء قطاع الأخبار، متمثلاً فى تغيير عبارات معينة وما إلى ذلك؟
لا ننكر وجود خلاف سياسى بين حماس والحكومة المصرية، إلا أننا لا نملك أن نسقط عنهم صفة المقاومة على سبيل المثال، لأنهم بالفعل يمثلون مقاومة مشروعة ضد محتل، وحتى إذا حمل خطاب حماس أو غيرها لهجة عدائية ضد مصر، فإن الرد على ذلك يكون على الصعيد السياسى، وهو ما نراه فى برامج القطاع السياسية التى هاجمت حماس على طول الخط بسبب هجومها على مصر.
هل هذا الموقف يأتى من منطلق الوعى بأن حماس ليست بالضرورة الممثل الوحيد للشعب الفلسطينى؟
ما أود قوله هو أن لقب شهيد ليس منحة أملكها فى يدى وأعطيها لمن أتفق معه فقط، لكن العرف والقوانين الدولية تمنح هذا اللقب لمن يموت فى سبيل الدفاع عن وطنه، ومن الصعب على الأرض التفريق بين ضحايا حماس وضحايا غزة، لأنه عندما تصلنا إحصائيات الشهداء لا تكون مقسمة بين حماس والشعب الفلسطينى، لأنهم جميعاً ماتوا أثناء الدفاع عن غزة بغض النظر عن انتمائهم السياسى.
ما هى الضوابط التى تحكم الخطاب السياسى فى قطاع الأخبار؟
الأمن القومى المصرى والمصلحة العليا المصرية فى المقدمة. وعندما وصل الأمر لحد قتل ضابط مصرى على الحدود كان للقطاع السبق فى تغطية الحادث وإدانته وعمل لقاءات مع أسرته، وأخذنا موقفاً ضد حماس ووصفنا ما عملته بأنه فعل إجرامى. وأحب أن أشير فى هذا الإطار إلى أنه من الممكن أن نسقط صفة الشهادة عن حماس، إذا لاقى أعضاؤها مصرعهم خارج الأرض المحتلة، أو أثناء الاعتداء على الحدود المصرية وقتها يكونوا قتلى.
البعض يرى أن المسئولين استخدموا أحداث غزة لإلهاء الرأى العام المصرى عن القضايا الداخلية؟
هذا الكلام معناه الوحيد أن جميع حكومات العالم تآمرت بشكل جماعى لتضليل شعوبها، لأن متابعة أحداث غزة ليست قاصرة على القنوات المصرية، بل سيطرت على الإعلام العالمى بالكامل.
الاعتماد على وكالة "راماتان" حصرياً فى المواد المرئية هل يؤثر على حيادية التغطية مهنياً، خصوصاً وأن هذه الوكالة تابعة لحماس؟
"راماتان" لظروف سياسية نعرفها هى الوكالة الوحيدة المسموح لها التحرك بحرية والأكثر حضوراً داخل القطاع وهذا نتيجة الانقسام الفلسطينى، ولكن تغطيتنا ليست قاصرة على "راماتان" فقط، فقطاع الأخبار له بعثة داخل غزة، كما أننا نعرض التقارير المصورة لرويترز وسى إن إن أيضاً.
البعض يرى أن "راماتان" تعتمد على المبالغات لتعبئة الرأى العام العربى لصالح حماس؟
الأمر لا يحتاج إلى مبالغات، فلا ينكر أحد أن هناك أكثر من ألف شهيد وأكثر من 5 آلاف جريح، إضافة إلى حجم الدمار الذى لحق بغزة، لدرجة أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى صرح أن سكان غزة لن يعرفوها من حجم الدمار الذى باتت عليه.
أغلب القنوات الإخبارية تعتمد فى الأحداث الساخنة على استوديو تحليلى ضمن نشرات الأخبار، وهو أمر غائب عن قطاع الأخبار لماذا؟
قطاع الأخبار ليس قناة إخبارية مستقلة بذاتها والمساحة الممنوحة لبرامجنا الإخبارية محدودة للغاية بالمقارنة بأى قناة إخبارية أخرى، ولكن قدر الإمكان نقدم استديو تحليل سياسى حول أحداث غزة، وأحياناً تصل نشرة التاسعة والواحدة صباحاً لضعف الوقت المحدد لها، وتكون هناك فرصة لعمل اتصالات هاتفية مع المحللين السياسيين والخبراء.
هناك حديث عن ضم النشاط الإخبارى للقنوات المحلية إلى قطاع الأخبار؟
أؤكد على مسئوليتى الشخصية على أنه لا توجد أى نية لعمل أى برامج إخبارية للقطاع على شاشات القنوات المحلية.
ما المغزى من وراء تغيير المظهر البصرى "البراندينج" للقطاع فى هذا التوقيت، وهل سيصاحب هذا التطوير إلغاء برامج معينة؟
لم يتم تغيير المظهر البصرى للقطاع سوى مرة واحدة منذ ثلاث سنوات وأتصور أنها مدة كافية لتغييره للتواكب مع عمليات التطوير بمختلف القنوات الإخبارية. وعلى المدى القريب لا توجد أى خطة لتعديل أو إلغاء الخريطة البرامجية للقطاع، لكن نفكر فى عمل برامج جديدة بالتأكيد، ولكن بعد الانتهاء من عملية "البراندينج".
هل هناك نية لزيادة ساعات القطاع على التليفزيون المصرى؟
المساحة الممنوحة للقطاع على شاشات التليفزيون المصرى القناة الأولى والثانية والفضائية كافية بالشكل المناسب لعرض البرامج الإخبارية للقطاع، ولا يوجد احتياج أو تفكير فى زيادتها حتى بعد إعادة إطلاق قنوات التليفزيون المصرى قريباً.