حوار بين ثلاثة من أعضاء الكتلة البرلمانية للإخوان وقيادات أمنية أثناء مظاهرة بميدان التحرير الإثنين، بعدها بدقائق تم نقل المظاهرة إلى موقف عبود، ولم ينقطع الحديث بين نواب الإخوان والأمن، بعد انتهاء المظاهرة حاول رائد احتجاز أعضاء من الجماعة لكنه تعرض لتوبيخ من قياداته فور لقاء بين صبرى محمود، عضو كتلة الإخوان، ونائب مدير الأمن تم على أثرها إخراج المحتجزين، اتصال تليفونى من الأمن بالدكتور محمود عزت، أمين عام الجماعة، يطلب الالتزام بحدود التظاهر والأماكن المتفق عليها، ودردشة جانبية - خلال مظاهرات مسجد الفتح - بين اللواء إسماعيل الشاعر، مدير أمن القاهرة، وعزت الذى خرج ليطلب من المتظاهرين الانصراف..
بعض ملامح العلاقة بين أجهزة الأمن وجماعة الإخوان، حيث قنوات الاتصال الخفية والمعلنة، وهى علاقة يصفها د.محمود عزت بأنها تقوم على الاحترام والتعاون ولا تصل إلى الصدام، د. محمد حبيب، النائب الأول للمرشد لا يعتبر ذلك تنسيقا.
المرشد العام للجماعة مهدى عاكف، قاد لأول مرة منذ خمس سنوات مظاهرتين فى أقل من أسبوع، وهو أمر من الصعب تمريره بدون تنسيق، وفى مارس 2003 قاد المرشد السابق مأمون الهضيبى مظاهرة استاد القاهرة ضد الحرب على العراق بترتيب مع الحزب الحاكم.
الهتافات والوقت المحدد والمكان كله محسوب، وهى أمور تلتزم بها الجماعة فى القاهرة والمحافظات، وعندما يتم القبض على أعضاء من الجماعة يظل فى الحدود المتفق عليها كما يقول د.عمرو الشوبكى، خبير الحركات الإسلامية، ويقول إن قنوات الاتصال بين الجماعة والأمن تظهر أكثر فى الأزمات الكبرى.
حبيب ينفى وجود هذه القنوات ويعتبر أن الأمن يضيّق على الإخوان أكثر من أى تيار آخر، لكن كلامه يتناقض مع الوقائع التى ظهر فيها توجيه بعض نواب البرلمان من الكتلة لفتح قنوات اتصال مع الأمن، منهم سعد الحسينى، عضو الكتلة البرلمانية ومكتب الإرشاد، ليدعم الاتصالات الأمنية بعد غياب خيرت الشاطر فى السجن، أصبح كل من الحسينى مع د.محمود عزت وعلى عبد الفتاح مسئولين عن الترتيب أو تقريب وجهات النظر مع الأمن، ويبدو اعتقال عبد الفتاح المتكرر -كما يقول قيادى أمنى- «إجراء احترازيا يفرج عنه بعد أيام»، ضمن رسائل تحذير من الأمن كما يقول الشوبكى فلا تستهدف الضربات استئصال الجماعة وتتيح لهم حسب الاتفاق الخروج والتنفيس عن الغضب خاصة عندما يتعلق الأمر بشأن خارجى.
مع التزام القواعد المتفق عليها، اللواء عبد الفتاح عمر قيادى أمن الدولة السابق وعضو البرلمان عن الحزب الوطنى، لاينكر أن يكون الأمن يتعامل مع الإخوان ليس بهدف الاستئصال لكن العمل فى حدود متفق عليها. وخلال مظاهرات الأيام الماضية كان واضحا المسموح به، وما هو خط أحمر. الإخوان فى مظاهراتهم لايهتفون ضد مبارك إلا بحرفية عالية مثل: «يا مبارك يا طيار إنت فين من الحصار» وإذا خرجت المظاهرة عن المتفق عليه يتدخل المنظمون لإيقافها وغالبا يكون من تيار آخر وهذا ما يفسره أحد قيادات اليسار، أن الإخوان لهم هتافاتهم التى يلتزمون بها وحدودهم مع الأمن، ويرى آخرون أن الإخوان يفضلون العمل وحدهم، وهو ما ظهر عندما طلب حمدين صباحى وكمال أبوعيطة فى إحدى التظاهرات الاعتصام فى الشارع لحين صدور موقف رسمى مصرى لفتح المعابر، لكن قيادات الإخوان أمروا أعضاءها بالإنصراف وفى لمح البصر تبخر أكثر من ثلاثة آلاف متظاهر وتركوا الآخرين أفرادا.
المرشد رشح محمود عزت وسعد الحسينى وعلى عبد الفتاح قنوات اتصال بين الأمن والجماعة
مظاهرات الإخوان.. الهتاف بحساب والاعتقال «إجراء احترازى»
الجمعة، 16 يناير 2009 02:54 ص