هل يمكن للفلسطينيين أن يستعيدوا وحدتهم فى مواجهة إسرائيل؟. السؤال مطروح أولا بمناسبة العدوان الإسرائيلى الوحشى على غزة، والذى تصوره إسرائيل على أنه فى مواجهة حركة المقاومة الإسلامية حماس، وثانيا بمناسبة انتهاء فترة الرئاسة لأبومازن السبت الماضى 9 يناير.
مع وجود دعاوى ورغبات فلسطينية وعربية لاستعادة وحدة الفلسطينيين، أو حتى العودة إلى الصيغة التى أقامها الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات، وحول منظمة التحرير الفلسطينية إلى صيغة توفيقية تجمع كل التيارات المختلفة.
وإذا كان البعض يعتقد أن شخصية عرفات نفسها التى ساهمت فى حفظ كيان موحد للفلسطينيين وعجزت عن إقامة مؤسسات ديمقراطية خاصة بعد العودة لغزة والضفة الغربية بعد أوسلو.
ولم ينجح أبومازن فى الحفاظ على وحدة الفلسطينيين، وسط اتهامات لفتح بعدم مكافحة الفساد داخل السلطة. وبالتالى يبحث الفلسطينيون عن شخص بعيد عن الصراعات بين فتح وحماس وله علاقات معهما يمكنه البدء فى إنهاء الاقتتال الداخلى والوصول إلى صيغة ديمقراطية.
ومع نهاية فترة حكم أبومازن وقرب إجراء انتخابات تتطلع أوساط إقليمية ودولية إلى قيادة فلسطينية بديلة بعد انتهاء العدوان الإسرائيلى. وكما نشر فإن الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبلغ مقربين له أنه ينوى الاستقالة من منصبه والدعوة لإجراء انتخابات جديدة، ليغادر للإقامة فى دولة عربية خليجية.
تتجه الأنظار إلى شخصيات فلسطينية مستقلة تتمتع بشعبية بين الفلسطينيين فى الضفة وغزة، ويبرز اسم مروان البرغوثى، المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة عام 2004، بعد عامين من اعتقاله، بوصفه أحد قيادات انتفاضة الأقصى عام 2000.
البرغوثى لعب دورًا محوريًّا من سجنه لتوحيد الفصائل الفلسطينية عام 2006، ويزوره وزراء فلسطينيون ومسئولون إسرائيليون للحصول على دعمه لمبادرات سياسية بسبب شعبيته الطاغية فى أوساط الرأى العام الفلسطينى. لكنه يواجه عقبات فى حال ترشيحه أهمها غضب الحرس القديم داخل السلطة الفلسطينية، والذين اتهمهم البرغوثى بالفساد، قبل أن يؤسس حزب «المستقبل»، وهو فى السجن، يضم شخصيات مستقلة عن «فتح». وهناك أطراف أوروبية وعربية تؤيد إطلاق البرغوثى من سجنه للقيام بدور يساهم فى توحيد موقف الفلسطينيين وإنهاء الانقسام بين فتح وحماس، وبين الضفة الغربية وقطاع غزة. على اعتبار أنه الشخصية الأكثر قبولا من جهات عديدة، فهو مقاوم وقائد فى الانتفاضتين الأولى والثانية، شارك فى كثير من مؤتمرات السلام مع الإسرائيليين بعد اتفاقات أوسلو، ويصفه بعض الفلسطينيين بأنه «نابليون» فلسطين، نسبة إلى قصر قامته وذكائه السياسى وطموحه.
واشتهر البرغوثى بقوله إن الفلسطينيين «جربوا سبع سنوات من الانتفاضة بلا مفاوضات، ثم جربوا سبع سنوات من المفاوضات بلا انتفاضة، وربما علينا أن نجرب الاثنين معا»، وهو يعارض قتل المدنيين، لكنه يرفض فكرة إلقاء السلاح من جانب واحد.
ويمكن فى حال إطلاق حملات عربية ودولية لإطلاق سراحه أن يمثل إحدى خطوات إعادة
وحدة الفلسطينيين، خاصة أنه من دعاة الديمقراطية ويتحدث عن صيغة ديمقراطية واسعة تجمع كل التيارات والفصائل، بحيث يكون الهدف واحدا حتى لو اختلفت الطرق.
لمعلوماتك...
◄مروان البرغوثى 48 عاماً، ولد فى 6 يونيو 1958 فى رام الله، انخرط فى فتح مبكرا، عام 1976، ألقت القوات الإسرائيلية القبض عليه وسجنته، حيث تعلم العبرية بإجادة، وعند إطلاق سراحه، ذهب إلى الضفة الغربية حيث ترأس مجلس طلبة جامعة بيرزيت، درس التاريخ والعلوم السياسية، كان أحد قيادات انتفاضة الحجارة 1987، نفته إسرائيل إلى الأردن 7 سنوات، عاد إلى الضفة الغربية عام 1994 بموجب اتفاق أوسلو. وفى عام 1996 حصل البرغوثى على مقعد فى المجلس التشريعى الفلسطينى.
فلسطين تحتاج إلى مقاوم ومفاوض ديمقراطى..
مروان البرغوثى هو الحل
الخميس، 15 يناير 2009 11:56 م
مروان البرغوثى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة