الإعلام هو الآلة الرئيسية لأى معركة، والإعداد الجيد للحرب مع العدو يجب ألا يتم إلا بتهيئة الرأى العام داخليا وخارجيا قبل وأثناء وبعد المعركة، شرط أن يكون هذا الإعلام متميزا بالدرجة التى يتفوق فيها على أكاذيب العدو الذى يستخدم هو الآخر هذه الآلة فى دعايته المضادة، حتى لو كان هو الجانب المعتدى، وعلى سبيل المثال لم يستغل الإعلام العربى حتى الآن المجازر الإسرائيلية ضد أهل غزة فى إدارة المعركة، وهو ما يشير إلى أننا لم ندرك بعد أهمية الإعلام فى إدارة معاركنا.
ورغم أن العدو لا يملك أى حقوق أو أسباب لعملية القتل والذبح والتشريد للشعب الفلسطينى، إلا أنه يستطيع ترويج أكاذيبه بسبب الآلة الإعلامية الصهيونية التى تجعله الأنجح دائما، خذ مثلا دليلا على ضعف آلتنا الإعلامية من عدم الاستغلال الأمثل لمشاهد حرق شعب أعزل على يد مغتصب، علينا أن نقوم بعملية توثيق شاملة بالصوت والصورة لكل هذه الجرائم والدفع بها فى كل وسائل الإعلام التى نملكها والأخرى الصديقة، ويعد ذلك خطوة جادة نحو التجهيز لأى معركة شاملة مع العدو وحتى قبل معركة غزة كان من الضرورى أن نجهز حملة إعلامية حقيقية لمخاطبة الرأى العام العالمى بأن إسرائيل تقاتل مدنيين وليس عسكريين حتى أجهزة الشرطة فى غزة هى هيئات مدنية واستهدافها من قوات الاحتلال الإسرائيلى يعد جرائم حرب، وللأسف إعلامنا لم يستغل هذه المخالفات فى فضح العدو داخليا وخارجيا.
وفى تاريخنا الحديث هناك تجارب مفيدة عن الإعداد الجيد لإعلامنا قبل أية معركة، أبرزها ماحدث بعد نكسة يونيه 67 حيث استخدمنا الإعلام بطريقة علمية للتجهيز من أجل المعركة القادمة، وذلك من خلال مايسمى بعملية «الدعاية السوداء» داخل إسرائيل، واعتمدنا فيها على مخاطبة الإسرائيليين داخليا حول جدوى انتصارهم الذى لم يحقق الأمن والأمان لهم وهذه الدعاية أدخلت الرعب للعدو خاصة أنه تزامن مع حرب الاستنزاف.
محمد فائق: التخطيط الإعلامى والدبلوماسى أهم خطوات التجهيز للمعارك
الخميس، 15 يناير 2009 11:56 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة