«وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة».. آية فسرتها إسرائيل ولم يفهمها العرب

لماذا يحرمنا الله من الانتصار؟

الخميس، 15 يناير 2009 11:57 م
لماذا يحرمنا الله من الانتصار؟ التجهيزات العسكرية الإسرائيلية تضمن التفوق على سلاح المقاومة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم»، هكذا يحدد الله تعالى للمؤمنين ملامح الطريق إلى النصر، وهكذا رسم القرآن الكريم للمجاهدين سيناريوهات المواجهة، إنه الإعداد الحقيقى الفاعل للحرب، الإعداد بالسلاح والمؤن والتحالفات الصحيحة، واتخاذ القرار المناسب فى الوقت المناسب، وحين ننظر نحن لتاريخ الجهاد فى الإسلام، وكيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهز الجيوش، ويرتب أوضاع المدينة، قبل توجيه الرجال إلى الحرب، نعرف كيف كان النصر حليفا للمؤمنين الأوائل فى الغزوات المختلفة، وكيف كان التخطيط الاستراتيجى والحركى فى عصر النبوة، هو الحل الإلهى لحسم معارك الإسلام ضد الشرك والجاهلية.

ربما يجوز لنا أن نسأل أنفسنا اليوم، ما الذى اقترفته أيادينا، حتى يكون للعدو اليد الباطشة الغليظة الدموية علينا وعلى أطفالنا، طوال كل هذه السنوات الممتدة من المواجهة؟
ما الذى يجعل للعدو سلطانا من القتل والمجازر على أطفالنا ونسائنا، فيما نتفرغ نحن للبكاء واستجداء الشرعية الدولية، والبحث عن سبيل لوقف المذابح دون جدوى؟

ما الذى يجعل هذا المشهد الذى يدمى القلوب فى غزة، مشهدا متكررا فى تاريخ الصراع العربى الإسرائيلى، ومشهدا معتادا فى المواجهات؟ الأطفال القتلى هم أطفالنا، والنساء الثكلى هم نساؤنا، والرجال المشوهون تحت نيران القنابل هم رجالنا، والبيوت المسحوقة هى بيوتنا. لماذا أصبح هذا المشهد مكررا منذ عام 1948 وحتى اليوم؟

هل نخطئ فى التجهيز؟ هل نخطئ فى التوقيت؟ هل نخطئ فى ترتيبات المعارك؟ أم أن لعنة حطت علينا من خطايانا؟!أم أن إسرائيل فهمت آية (وأعدوا لهم) أكثر مما فهمها العرب، وأكثر مما فهمتها فصائل المقاومة العربية؟

ما المعنى أن يكون القتل والدم من نصيبنا دائما؟ وما الذى اقترفناه حتى يحرمنا الله من الانتصار؟ وحتى لا يبقى فى تاريخنا العربى سوى انتصار واحد، هو حرب أكتوبر عام 1973، أما فى بقية الحروب، فإن القتل والدمار يحط على رؤوس العرب، فيما يكتفى البعض منا برفع رايات الانتصار السياسى والتمثيل المشرف، دون أن يذوق العدو مرارة كتلك التى نذوقها نحن بوحشيته وغدره؟نحن نحتاج اليوم ونحن نتجرع آلام هذه النكبة الجديدة، أن نسأل أنفسنا: ما الطريق الصحيح للانتصار؟ وما السبيل الأكثر صوابا للمقاومة؟

فى أكتوبر 1973 جهزت مصر الجبهة الداخلية بوحدة الصف، وبرعت قواتنا المسلحة فى إنشاء حائط الصواريخ، الذى يحمى المدنيين من الغارات الوحشية للعدو، وتدربت قواتنا على العبور لسنوات طويلة، واستنزفنا العدو حتى خارت قواه، وطبقنا نظريات الخداع الاستراتيجى، وبرعت دبلوماسيتنا فى إقناع العالم بشرعية الحرب، وهكذا انتصرنا، بالتخطيط وبالوحدة والإعداد، فما الذى يبعد الفلسطينيين عن هذا السبيل؟ وما الذى يمنع المقاومة من اتباع هذا التخطيط الرشيد، بدلا من الانجراف إلى حيث دائرة الموت التى لا ترحم، وترك المدنيين بلا غطاء تحت رحمة طائرات المجزرة على هذا النحو المقيت والغاشم؟

نحن معنيون اليوم أن نتوقف عن البكاء لنبحث عن حل، لماذا يحرمنا الله من الانتصار؟ هذا السؤال طرحناه على نخبة من الرموز والعقول المصرية، أبرزها: الخبير العسكرى اللواء محمد على بلال، والشيخ الداعية خالدالجندى، والوزير محمد فائق،وزير الإعلام فى عهد الرئيس عبدالناصر، والدكتور محمد حبيب نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، والمفكر القومى الدكتور حسام عيسى، هؤلاء الذين قد تختلف توجهاتهم السياسية والفكرية، لكن لا تختلف مشاعرهم على الرغبة فى الانتصار.. ما الذى ينقصنا نحو النصر؟ وهنا إجاباتهم وبعض إجاباتنا أيضا.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة