المعركة بيننا وبين الصهاينة علمية حضارية اقتصادية وثقافية تستهدف فيها إسرائيل تركيع الأمة وتزييف وعيها ونهب خيراتها والقضاء على خصوصيتها الثقافية، هنا لابد أن تكون المواجهة على قدر المسئولية وبقدر المشروع المضاد وعلى العرب الاستعداد جديا بمؤسساتهم وجيوشهم وتوحيد الجبهات الداخلية ليكون المجتمع كله شريكا فى المواجهة، وذلك عن طريق ملاحقة الفساد أيا كان والتصدى للاستبداد بكل صوره ومهما كان موقعه وإعادة العافية للمجتمع العربى عامة ومصر خاصة، وعنفوانه وقوته والأخذ بكل سبل التقدم والعلم.
فى هذه المعركة يعلم اللص (إسرائيل) أنه أخذ واغتصب حقا ليس له وعلى هذا يعتقد دائما بل لديه يقين أن صاحب الحق سيأخذ حقه عاجلا أم آجلا، لذلك تحرص إسرائيل (اللص) على التذرع بكل سبل وأسباب القوة والتقدم والتسلح وأدوات الاحتفاظ بالحق المغتصب أطول وقت، لذلك علينا أن نأخذ كأصحاب حق بالقوة وأدوات النجاح وإعداد العدة بداية بالمجتمع وصولا للنهاية.
المعركة الجارية الآن بالتأكيد لم نكن مستعدين لها، وللأسف فى مصركان موقف الإدارة دون المستوى ودون ما هو مطلوب منها، فكان المطلوب هو دعم المقاومة وفك الحصار وإيقاف العدوان ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطينى واستخدام آليات كثيرة للدفاع عن الشعب الفلسطينى باعتبار أن هذا الدفاع هو بالأساس دفاع عن الأمن القومى المصرى والأمن القومى العربى، فمساندة الشعب الفلسطينى حتمية وضرورية لأن المقاومة أيا كانت على أرض فلسطين هى خط الدفاع الأول فى مواجهة المشروع الصهيوأمريكى، الذى يستهدف تفتيت الأمة وإعادة رسم خريطة المنطقة وفقا للأجندة الصهيونية الأمريكية وتركيع الأمة ونهب خيراتها وتزوير هويتها وخصوصيتها الثقافية، وسقوط هذه القلعة -لاقدر الله - يعنى أن المشروع «الصيهوأمريكى» أصبح خطرا حالا على الأمن القومى المصرى والعربى، وهنا تكمن الرؤية فى أن الدفاع عن المقاومة والاستعداد للمعركة هو حماية للأمن القومى العربى والمصرى ويجب أن تعى مصر هذا جيدا بشعبها ومؤسساتها ونظامها وجامعاتها.
د. محمد حبيب النائب الأول للمرشد العام للإخوان: الأمن القومى يبدأ بتقوية الجبهة الداخلية
الخميس، 15 يناير 2009 11:56 م
د. محمد حبيب
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة