لا يمكن أن تقوم قائمة للعرب إلا من خلال ثلاثة عوامل قبل مواجهة إسرائيل الأول: إعادة ترتيب البيت من الداخل، بتطبيق الديمقراطية الحقيقية، ومنح المساحة الأكبر للشعب فى المشاركة الفعلية من خلال انتخاب أنظمة برلمانية بشكل صحيح وفعلى تمثل إرادة الشعوب، حتى يتسنى لها تأدية دورها بقوة.
الثانى : الاعتناء بشكل فاعل بمعاهد وأكاديميات البحث العلمى وتذليل جميع العقبات أمام الباحثين والعلماء، ومنحهم المكانة التى يستحقونها من خلال رصد ميزانية كبيرة، حتى إن كان الأمر مرهقا على موازنات معظم الدول العربية، إلا إنه ثبت وبالدليل القاطع أننا نمر اليوم بثورة تكنولوجية كبرى، وأن استراتيجيات الحروب العسكرية تاريخيا مرت بثلاث مراحل:
الأولى: كانت الغلبة فيها لكثرة العدد
الثانية: كانت الغلبة فيها للقوى المالية والاقتصادية الثالثة: والتى نمر بها حاليا، فالغلبة فيها للأكثر تقدما علميا وتكنولوجيا، لذلك فإن إسرائيل بما أنها متفوقة علميا وتكنولوجيا، فإن الغلبة لها. أما العامل الثالث.. فهو الاهتمام بتغذية العقول، من خلال إعادة مادة التربية القومية للمدارس، والتى تم إلغاؤها بفعل فاعل، ومن أبرز فوائد تدريس هذه المادة إبراز الصراع العربى الصهيونى، والعمل على التجهيز الدائم فى كيفية المواجهة، بدلا من الاسترخاء والانبطاح الذى نرى عليه الأجيال الآن.
إن حروب إسرائيل منذ 1948 وحتى الآن حروب دينية وليست قومية، وبالنظر إلى علمها، فنجد أنه يحمل «نجمة» نسبة إلى النبى «داود»، كما أنها دولة اتخذت من اسم «نبى» اسما لها وهو النبى «يعقوب»، فكلمة إسرائيل تعنى يعقوب حسبما ذكر القرآن، وهنا العجب، ففى الوقت الذى تحارب فيه إسرائيل تحت لواء التوراة، ننحى نحن الإسلام جانبا .
كما أنه من الضرورى تنحية مصطلحات من مسمى «العروبة» و«القومية» لما فيهما من عنصرية بغيضة، خاصة أن هذه المصطلحات لم تفد فى الحروب الخمسة التى خاضها العرب ضد إسرائيل باستثناء حرب أكتوبر 1973، كما أن مصطلح العروبة أدى إلى إقصاء مليار مسلم من غير العرب عن حمل لواء القضية، ناصحا بضرورة الإسراع بإلغاء جامعة الدول العربية، وإحلالها بمنظمة الدول الإسلامية، مع تفعيل دورها، وإذا تم ذلك فإن الوضع سيكون أفضل وأقوى وأكثر إيجابية من جامعة الدول العربية التى يتحكم فى قراراتها برميل البترول أكثر من مصلحة الأمة.
الشيخ خالد الجندى: الديمقراطية والمشاركة والقدرات العلمية.. أبرز عوامل القوة
الخميس، 15 يناير 2009 11:56 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة