قبل شهرين كان عم (على سلام) 76 سنة نائماً فى بيته بمنطقة طرة البلد وبالتحديد فى منطقة وسط بين شارعى المحجر والجبل, وفى تمام الساعة العاشرة مساء فوجئ وأهل بيته بصوت ارتطام مروع أشبه بالزلزال كما يقول وكان المشهد كالتالى:
سيارة ملاكى سقطت من أعلى الجبل من ارتفاع 7 أمتار لتستقر بجوار شباك غرفة نوم عم على، فى السيارة كان موجوداً أب واثنان من أبنائه تم إخراجهم بصعوبة، أصيبوا بالفزع والرضوض والكدمات، أما السيارة فتم رفعها بالونش فى الواحدة صباحاً!
«والله يا بنتى أنا افتكرت الجبل بيقع علينا, أصل تحته عيون ميه بـ«تبوشه», وكل فترة تقع منه كتل حجرية كبيرة، ده غير الزرع الغريب اللى بيطلع منه, وتعيش فيه التعابين والفئران والضفادع والسحالى، الحمد لله إنها جت على كده، والعربية ما انفجرتش أو كسرت الحيطة». هكذا تحدث عم على عن جزء من وضع بائس يعيشه المئات من قاطنى شارع المحجر، وشارع الجبل،فى الأعلى عمارات حديثة تم بناؤها فى شارع الجبل, وبمحاذاته وبعد المنحدر الجبلى يقع شارع المحجر ببيوته البسيطة المتواضعة.
من بيته خرج معى عم على فى إصرار على أن أشاهد معه الجبل المتصدع، الجبل فيه حفر وفوارق عميقة طولا وعرضا، وحجارته يمسكها عم على فتنكسر بين أصابعه كقطع البسكويت الهشة، والغريب أن الصغار صنعوا لهم طريقا فى هذا الجبل يصعدون عليه وينزلون أثناء لعبهم!
«ولا بيحرموا إلا لما يتكسّروا, لكن عيال عايزين يلعبوا, ح نعمل إيه»، هكذا علق عم على، على منظر الأطفال وهم يلعبون فوق الجبل.
وفى الطريق شاهدت 4 سلالم خرسانية، تكلف الواحد منها كما يقول أهالى الحى 3000 جنيه على نفقتهم الخاصة, تربط بين الناس اللى فوق (شارع الجبل), والناس اللى تحت (شارع المحجر)، كل منها على بعد 100 متر من الآخر, وبها شقوق وتصدعات تنذر بالانهيار هى الأخرى.
ويحكى الحاج على قصة حرامى غطاء البلاعات الذى أدمن سرقة غطاء البلاعة الخاصة به, وفى كل مرة يبلغ عن السرقة يدفع 80 جنيهاً ثمن الغطاء أولاً, وبرغم أساه يبتسم الحاج على قائلا: «مرة مسكنا الحرامى وكانت الساعة 7 صباحا, فقال لنا أنا بسرق الحكومة إنتوا مالكم؟!».
مشكلات بالجملة يعيشها أهالى شارعى المحجر والجبل, أطفال, سيارات, الكل يسقط من فوق الجبل, أكوام من القمامة وجحافل من الثعابين والهوام, لصوص لديهم منطق.. هذا كله وسط وضع ليس له علاقة بأى منطق.