مع «منى الحسينى» ببرنامج «نأسف للإزعاج»، يوم الإثنين الماضى، كان الضيف هو العالم د.محمود أبوزيد وزير الرى فى «المحروسة»، للرد على صاحب «الريف الأوروبى» د.عبدالله سعد، بعد أن قامت «وزارة الرى» بخلع، وردم 17 بئرا كان قد حفرها بأرضه على الطريق الصحراوى.. بدون تصريح!
والقضية هنا ليست قضية عبدالله سعد، ولكنها قضية كل من تسول له نفسه أن يزرع «شبرا» واحدا فى الصحراء المترامية الأطراف، فى بلد «مرشح لمجاعة»، عندما تعود أسعار المواد الغذائية للارتفاع بعد 18 شهرا من الآن، أى بعد انتهاء الأزمة الاقتصادية العالمية!
والحكاية ببساطة هى:
إذا سيادتك «فكَّرت» فى استصلاح واستزراع خمسة أو عشرة أو مائة أو ألف فدان فى أى بقعة صحراوية فى شلاتين، أو مرسى مطروح، أو وادى النطرون، أو سيناء، وأردت تملكها من وزارة الزراعة.. ماذا يحدث؟
1 - تشترط وزارة الزراعة «لتقنين» الملكية، ولمنحك العقد أن تكون الأرض منزرعة.. وطبعا لكى «تزرع» فيلزم أن «تحفر آبار» للرى.
2 - ولكى تطلب «تصريحا بحفر آبار»، عليك أن تتقدم لوزارة الرى «بعقد الملكية»، ولكى تحصل على العقد من وزارة الزراعة، يلزم أن تزرع أولا!!
يعنى باختصار «البيضة أم الفرخة»..، و«ودنك منين يا جحا»..، و«دوخينى يا لمونة».. ولهذا تبدأ عمليات «اللف والدوران»، ودفع الرشاوى، ووساطة من هنا على وساطة من هناك.. وانت وشطارتك!!
والسؤال للعالم الجليل د.محمود أبوزيد:
ما رأيك فى هذه «المعارك المستحيلة»؟!
سيادتك تطلب وتشترط «عقد الملكية»، لكى تمنح التصريح بحفر الآبار.. وزميلك وزير الزراعة، يشترط الزراعة أولا لكى يمنح عقد الملكية!!، و«المواطن ابن البطة السوداء عليه أن يقف فى ميدان عام، ويخلع هدومه، ويربط نفسه على عمود كهرباء، و«يكاكى»!
طيب.. ما رأيك يا سيادة الوزير فى هذا الحل «الموزمبيقى»، نسبة إلى «موزمبيق»:
فى «موزمبيق»، والدول الأكثر تخلفا.. هناك عندما ترغب الدولة «المحترمة» فى استصلاح واستزراع مساحة معينة بالصحراء، ماذا يفعلون:
1 - جهاز تخطيط استخدامات أراضى الدولة هناك «يرسم خريطة» للمساحة المستهدفة، ويرسلها إلى وزير الرى الموزمبيقى.
2 - وزير الرى «الموزمبيقى»، بعد البحث والتحرى، يضع «لونا أخضر» على كل أو جزء من المساحة، ومعناه: أنه توجد مياه جوفية كافية للمساحة.. ثم يعيد إرسالها إلى زميله وزير الزراعة «الموزمبيقى».
3 - وعندما يذهب المواطن «الموزمبيقى»، يطلب «عقد الملكية» لأرض يرغب فى استصلاحها داخل حدود المساحة الملونة باللون الأخضر على الخريطة.. تمنحه «وزارة الزراعة» العقد، مصحوبا بالموافقة على حفر الآبار الكافية لزراعة مساحته.
وتوتة.. توتة.. خلصت الحدوتة!
هتقوللى: يا بخت المواطن «الموزمبيقى».. هقول لك «اخرس».. دا انت فى نعمة، وبوس إيدك «وش وظهر»، لأن حكومة مصر قررت منذ زمن «تجريم» استصلاح الصحراء المصرية.. حفاظا على مستقبل الأجيال القادمة فى بقاء «الصحراء».. صحراء.. حتى «تظل الأجيال القادمة» فى حيص - بيص للأبد!
عارفين ليه؟
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة