أمام تعنت حماس ومواصلة إسرائيل عدوانها

مبادرة مبارك لوقف العدوان تقترب من الفشل

الأربعاء، 14 يناير 2009 11:03 ص
مبادرة مبارك لوقف العدوان تقترب من الفشل هل لا يزال الحل فى مجزرة غزة مصرياً؟
كتب حاتم عطية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد 19 يوما على الهجود الدامى الذى تشنه إسرائيل على قطاع غزة، ومع استمرار جيشها فى تنفيذ عملياته العسكرية فى القطاع، رغم الجهود الدبلوماسية التى تراعها القاهرة لوقف هذه العمليات، لا تزال هناك توقعات تتنبأ بفشل المبادرة المصرية التى أعلنها الرئيس مبارك منذ أسبوع لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، وذلك لوجود سببين رئيسيين يعوقان نجاحها.. أول هذه الأسباب رغبة إسرائيل فى مواصلة وتكثيف هجومها الوحشى على حماس بشكل خاص وعلى غزة بشكل عام، ثم تلتفت بعد ذلك إلى المبادرة المصرية، وثانى الأسباب تعنت حماس واعتراضها على بعض بنود المبادرة المصرية لأنها لا تضمن لها وقف الإعمال البريرية لإسرائيل ولا تضمن انسحابها من قطاع غزة بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار.

"عدوانية إسرائيل"
المبادرة المصرية التى تتضمن 4 نقاط، أولها وقف إطلاق النار، وإبرام اتفاق تهدئة جديد بين إسرائيل وحركة حماس، وفتح المعابر بين إسرائيل وقطاع غزة، وتشكيل آلية دولية تتمثل فى مراقبين من الاتحاد الأوروبى ودول أخرى للتحقق من تنفيذ الطرفين لالتزاماتهما، تدرسها إسرائيل منذ أسبوع، ولكن مع إصرارها على مواصلة حربها ضد حركة حماس فى غزة، ويتضح هذا من خلال تأكيدات وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك اليوم، الثلاثاء، على أن جيش الدفاع الإسرائيلى سيواصل هجومه على غزة فى الأيام القادمة، وذلك رغم الجهود الدبلوماسية المبذولة لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس من قبل دول عديدة مثل مصر وهيئات عديدة مثل الأمم المتحدة. باراك قال إن بلاده تتابع المبادرة المصرية التى عرضت عليهم منذ أكثر من أسبوع مضى، وأنها ستجرى محادثات مع القاهرة الخميس المقبل بواسطة المبعوث الإسرائيلى عاموس جلعاد، وذلك لمناقشة تطورات الوضع فى غزة، إلا أن باراك أكد مجددا على أن متابعة المبادرة المصرية لا يعنى وقف اجتياح غزة فى الوقت الحالى.

من جهتها، أكدت وزيرة الخارجية تسيفى ليفنى، أن الهجوم على غزة يخدم مصلحة الشعب الفلسطينى والشعب الإسرائيلى، مبررة ذلك بقولها "إن نجاح العملية العسكرية التى تنفذها إسرائيل من شأنه أن يساعد جميع القوى المعتدلة فى المنطقة، بما فيهم الفلسطينيون"، وذلك دون أن تسأل نفسها.. هل تخدم إسرائيل الفلسطينيين عن طريق قتلهم فى هذا الهجوم الدامى؟!.. وهذا بجانب تأكيد رئيس وزراء إسرائيل إيهود أولمرت أمس، الثلاثاء، على أن بلاده لم تقبل بوقف إطلاق النار فى الوقف الحالى.

"تعنت حماس"
طرحت المبادرة المصرية على حركة حماس فى الوقت ذاته الذى طرحت فيه على الجانب الإسرائيلى، إلا أن حماس أعلنت رفض المبادرة لاعتراضها على بعض بنودها التى لن تكون كافية لضمان أمن حماس والفلسطينيين أمام همجية إسرائيل، ومنذ ذلك الحين تحاول القاهرة التوصل مع حماس إلى شكل يتم من خلاله قبولها المبادرة.

وتمثلت هذه المحاولات فى لقاءات عديدة أجراها المسئولين المصريين بالأيام الماضية مع وفود حماس، وكان آخر هذه اللقاءات، اللقاء الذى عقد بالقاهرة أمس الثلاثاء، للضغط على حماس لقبول مبادرتها لوقف إطلاق النار، حيث حذرت مصر حماس من مغبة رفضها لهذه المبادرة، وذلك هن طريق إشارتها إلى أن هذا الرفض سيجعل إسرائيل تواصل عملياتها العسكرية ضدها فى القطاع إلى مدة غير معلومة.

ورغم ما صرح به إسماعيل هنية رئيس حركة حماس، عن اعتزام الحركة قبول أى مبادرة تضمن إنهاء الهجوم الاسرائيلى على غزة، إلا أن اعتراض حماس على الكثير من بنود المبادرة المصرية، لا يبشر بوجود تقدم متوقع فى مفاوضات مصر مع حماس حول المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار، خاصة مع اعتراض حماس على نشر قوات دولية فى القطاع، لأنها ترى أن هذا الحل سيخدم مصالح إسرائيل أكثر من خدمته لمصالحها، وأيضا ترى حماس ضمان انسحاب إسرائيل من القطاع وليس فقط وقف إطلاق النار، وتمثل هذا فى إعلان أحد قيادى الحركة أمس، الثلاثاء، أن المبادرة المصرية لا تلبى مطالب حركة حماس، مؤكدا أن حماس ستكون مهيأة لقبول هذه المبادرة إذا شاركت فى وضع بنودها مع مصر.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة